اعمال

تقرير إسرائيلي: جسر بري من الإمارات إلى إسرائيل عبر السعودية والأردن تجنباً لهجمات الحوثيين

كشف تقرير إسرائيلي، اليوم السبت، عن وصول دفعة أولى من الشحنات التجارية من دبي إلى إسرائيل، من خلال جسر بري جديد قد يشكل بديلا عن ممرات الشحن الرئيسية عبر البحر الأحمر، وذلك في خط سير ينطلق من موانئ دبي مرورا بالسعودية والأردن، في ظل الحظر الذي يفرضه الحوثيون على مرور السفن الإسرائيلية من باب المندب.

ولفت التقرير الذي أورده موقع “واللا”، إلى أن المشروع التجريبي لخط نقل بري جديد بالشاحنات عبر موانئ دبي مرورًا بالسعودية والأردن وصولا إلى ميناء حيفا، “تكلل بالنجاح في الأسابيع الأخيرة”، ليكون بديلا عن قناة السويس المصرية، في ما وصفه بـ”تعاون خليجي سعودي أردني مع إسرائيل لاختراق الحصار الذي تفرضه جماعة ‘أنصار الله‘ (الحوثيون)”.

وأضاف أن الشاحنات العشر الأولى أكملت الطريق الطويل من موانئ الخليج العربي إلى إسرائيل.

ولفت إلى عملية الشحن تدار بواسطة تطبيق النقل الإسرائيلي Traknet، الذي يعمل على الربط بين أصحاب الشاحنات والعملاء الذين يحتاجون إلى نقل شحنات من موانئ الخليج إلى إسرائيل.

وأعلنت الشركة بداية الشهر الجاري عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة الخدمات اللوجستية الإماراتية Puretrans FZCO، ومشغل شركة الموانئ في دبي DP WORLD، لنقل البضائع من الخليج إلى ميناء حيفا أو من ميناء حيفا مرورا بالأردن والسعودية إلى موانئ دبي.

وأفاد التقرير بأن “الجسر البري، الذي حصل على موافقة وزارة الأمن والحكومة الإسرائيلية، يهدف إلى تشكيل بديل أسرع من المرور عبر قناة السويس، وأسرع من المسار الطويل لاستيراد البضائع على متن السفن التي يتعين عليها الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح وتمديد المسار بنحو ثلاثة أسابيع ​​للابتعاد عن تهديد الحوثيين”.

وبحسب التقرير، فإن مسافة الرحلة البرية من دبي إلى ميناء حيفا، تقدر بـ2550 كيلومترًا، ما قد يستغرق أربعة أيام سفر، فيما تصل المسافة من البحرين إلى ميناء حيفا بـ1700 كيلومتر، وقد تستغرق يومين وسبع ساعات. وأشار التقرير إلى أن سعر الشحن يصل إلى حوالي 1.2 دولار للكيلومتر الواحد، وهو أغلى قليلاً من الشحن البحري في الأيام العادية.

في المقابل، شدد التقرير على أن هذه الأسعار هي أعلى بكثير من أسعار الشحن البحري في الوضع الراهن، مشددة على أهمية عنصر الوقت “عندما يتعلق الأمر باستيراد وتصدير البضائع ذات فترة الصلاحية القصيرة، مثل المنتجات الغذائية الطازجة، أو المواد الخام والمنتجات التي أرسلت بشكل عاجل إلى العملاء”.

وأشار التقرير إلى أن الجسر البري لن يستطيع أن يشكل بديلا لطرق الملاحة البحرية على المدى البعيد، وذلك في ظل نطاقه المحدود والقدرة المحدودة للمعابر الحدودية مع الأردن على استيعاب واستقبال الشاحنات حيث تصل قدرتها الحالية إلى 350 شاحنة يوميًا، مشيرة إلى احتمال الاستفادة من الجسر البري مستقبلا عبر خط قطار في ذات المسار.

بدورها نشرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) نقلا عن مصادر في وزارتي النقل والصناعة والتجارة- (لم تسمها)- أن “ما يتم تناقله من أخبار منسوبة لوسائل إعلام عبرية ووسائل تواصل اجتماعي عن وجود جسر بري بديل للبحر الأحمر، عبر موانئ دبي مرورًا بالسعودية والأردن، لنقل بضائع إلى إسرائيل، لا صحة لها أبدًا”.

وأشارت المصادر إلى ما وصفته بـ”موقف الحكومة (الأردنية) الواضح بشأن دعم الأشقاء الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم بكل الوسائل”، واعتبرت أن مثل هذه الإدعاءات “مرفوضة” وقالت إنه تهدف إلى “التشويش على الموقف الأردني الثابت تجاه ما يجري في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم”!!!.

يأتي ذلك فيما أعلنت شركات شحن عملاقة الجمعة والسبت تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وهو ممر تجاري رئيسي، بعد هجمات الحوثيين في اليمن. وقالت شركات “ميرسك” الدنماركية، و”هاباغ-لويد” الألمانية، و”سي أم إيه سي جي أم” الفرنسية، و”إم إس سي” الإيطالية السويسرية، إن سفنها لن تستخدم البحر الأحمر “حتى إشعار آخر” أو حتى الإثنين على الأقل أو “حتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر آمنا”.

والبحر الأحمر هو “طريق البحر السريع” الذي يربط المتوسط بالمحيط الهندي، ويمر عبره حوالي 20 ألف سفينة سنويا. وفي الأسابيع الأخيرة، صعّد الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الإستراتيجي الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا ويمر عبره 40% من التجارة الدولية، وحذروا من أنهم سيستهدفون السفن المبحرة قبالة سواحل اليمن والتي لها صلات بإسرائيل، ردا على الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وأسقطت سفن حربية أميركية وفرنسية عدة صواريخ وطائرات مسيّرة أثناء قيامها بدوريات في المنطقة. كما أعلن وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، في وقت سابق اليوم، أن المدمرة البريطانية “إتش إم إس دايموند”، أسقطت “ما يعتقد أنها مسيّرة هجومية كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر” ليل الجمعة السبت.

وأعلن الحوثيون الجمعة أنه نفذوا “عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم”. ووفق القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، تعرضت سفينة إم إس سي ألانيا للتهديد فقط ولم يتم استهدافها بأسلحة، بينما أصيبت إم إس سي بالاتيوم 3، بأحد صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون.

من جانبها أعلنت مجموعة “إم إس سي بالاتيوم 3” في بيان لها السبت، عدم إصابة أي من أفراد طاقمها وأن السفينة نفسها تعرضت “لأضرار محدودة بسبب اندلاع حريق”. وأضافت “بسبب هذا الحادث وحفاظا على حياة وسلامة بحارتنا، وحتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر آمنا، لن تعبر سفن إم إس سي قناة السويس”.

وتابعت “سيتم إعادة توجيه بعض السفن لتمر عبر رأس الرجاء الصالح” في أقصى جنوب أفريقيا. وسيؤدي هذا الالتفاف على إفريقيا إلى إطالة مسار الرحلات بشكل كبير، وطلبت الشركة من زبائنها “إظهار التفهم في هذه الظروف الخطيرة”.

في اليوم نفسه، قررت شركة النقل البحري الفرنسية الرائدة “سي أم إيه سي جي أم”، “الطلب من كل سفن الحاويات في المنطقة التي يفترض أن تمر في البحر الأحمر التّوجه إلى مناطق آمنة”، أو عدم مغادرة المياه التي تعدّ آمنة “بأثر فوري وحتى إشعار آخر”.