صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، بأن فلاديمير زيلينسكي “نجح في التلاعب” بالرئيس السابق جو بايدن وجعل الولايات المتحدة تدفع 350 مليار دولار للدخول في حرب لم تكن لتبدأ لو كان ترامب رئيسًا.
وقال ترامب خلال تصريحات من قمة مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي في ميامي إن “الشيء الوحيد الذي أجاده زيلينسكي هو التلاعب ببايدن كما يتلاعب بالكمان”، مشيرًا إلى أنه “جعل أمريكا تنفق 350 مليار دولار للدخول في حرب لم تكن لتبدأ لو كنت رئيسًا” وأنه “ديكتاتور من دون انتخابات وعليه التحرك بسرعة وإلا فسيخسر بلاده”.
وتابع: “كان بمقدور زيلينسكي أن يحضر المحادثات لو أراد، ونأمل أن نرى وقفًا قريبًا لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا”.
وقال: “تحدثت مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين وزيلينسكي من أجل التوصل إلى سلام في أوكرانيا”.
وأضاف: “أريد إنهاء الحروب بسرعة وأشكر السعودية على دورها في محادثات السلام مع روسيا”، واصفًا مباحثات السلام بـ”التاريخية” وبأنها كانت خطوة كبيرة.
واستطرد ترامب بالقول: “سوف ننتهي من هذا. لن يستفيد أحد من الحرب العالمية الثالثة، ونحن لسنا بعيدين عن ذلك، أقول لكم. لو كانت هذه الإدارة موجودة لمدة عام آخر لكانت هناك حرب عالمية ثالثة، وهذا لن يحدث الآن”.
وأوضح أن “أوروبا أقرضت أوكرانيا في هذه الحرب، بينما نحن دفعنا 200 مليار أكثر من أوروبا مقابل لا شيء. هذه الحرب أكثر أهمية لأوروبا مقارنة بنا، حيث يفصلنا محيط جميل عن روسيا، وزيلينسكي يرفض إجراء انتخابات ويدعي أن شعبيته كبيرة، في حين لم تبق قرى في بلده”.
وأمس، اعتبر ترامب أن الولايات المتحدة تخوض “مفاوضات ناجحة” مع روسيا لإنهاء الصراع في أوكرانيا، متهمًا فلاديمير زيلينسكي بالتسبب في تدمير أوكرانيا، ومتهمًا سلفه جو بايدن وأوروبا برفض السلام.
وكتب ترامب، في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، “نتفاوض بنجاح على إنهاء الحرب مع روسيا، وهو أمر يعترف الجميع بأن ترامب وإدارة ترامب وحدهما يمكنهما فعله. بايدن لم يحاول قط، وأوروبا رفضت تحقيق السلام، و[فلاديمير] زيلينسكي ربما يكون راغبًا في إبقاء ’قطار الأموال‘ سائرًا”.
كما اتهم ترامب، فلاديمير زيلينسكي، بإهدار أموال المساعدات الأمريكية والتلاعب بالرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والتسبب في تدمير أوكرانيا، فكتب في منشوره أن “الممثل الهزلي محدود النجاح فلاديمير زيلينسكي أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار للدخول في حرب لا يمكن الانتصار فيها، ولم يكن ضروريًا على الإطلاق أن تبدأ…
لقد أنفقت الولايات المتحدة أكثر مما أنفقت أوروبا بمبلغ 200 مليار دولار، وأموال أوروبا مضمونة فيما لن تحصل الولايات المتحدة على أي شيء بالمقابل… وفوق ذلك، يعترف زيلينسكي بأن نصف الأموال التي أرسلناها له ’مفقودة‘”.
وأضاف: “إنه [زيلينسكي] يرفض إجراء انتخابات ويحصل على نتائج منخفضة للغاية في استطلاعات الرأي الأوكرانية، والشيء الوحيد الذي كان يجيده هو التلاعب ببايدن.
إنه ديكتاتور بدون انتخابات، ومن الأفضل له أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يبقى له بلد. أنا أحب أوكرانيا، لكن زيلينسكي قام بعمل فظيع، وبلده محطم، ومات الملايين دون داع”.
واختتمت، عصر أول أمس الثلاثاء، محادثات روسية أمريكية استضافتها العاصمة السعودية (الرياض)، وجرت في قصر الدرعية الملكي بالرياض، حيث يتم تقليديًا استقبال الوفود الرسمية والضيوف الأجانب.
ومثل الوفد الروسي إلى المحادثات وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، والرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل دميترييف، فيما مثل الجانب الأمريكي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأشار أوشاكوف، في تصريح صحفي، إلى أن القضية التي طرحت في المفاوضات هي الاتفاق على كيفية بدء المفاوضات بشأن أوكرانيا.
وبحسب وزارة الخارجية الروسية، اتفق الطرفان في الرياض أيضًا على استئناف الاتصالات بشأن عدد من القضايا الدولية، مع الأخذ في الاعتبار مسؤولية روسيا الاتحادية والولايات المتحدة كقوتين نوويتين.
وأعرب الطرفان عن نيتهما النظر مستقبلًا في استئناف التعاون في مجال الفضاء والطاقة ومجالات أخرى.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن تريد إنهاءً دائمًا للصراع الأوكراني، وليس تعليقًا مؤقتًا.
وقال روبيو، في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المباحثات في الرياض، “يجب أن تكون هذه نهاية دائمة للحرب وليس وقفًا مؤقتًا كما رأينا في الماضي. إنهاء الصراع في أوكرانيا سيفتح الطريق أمام التعاون الاقتصادي والجيوسياسي بين روسيا والولايات المتحدة”.
ولفت روبيو إلى أن إنهاء الصراع في أوكرانيا “سيتطلب تنازلات من جميع الأطراف”، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد إنهاء الصراع في أوكرانيا بشكل عادل وعدم السماح باستئنافه “خلال عامين أو ثلاثة أعوام”.
