آراء

بنوك الفساد وسريتها المصرفية.. سرّ البلاء

بقلم: عبد الكريم محمد

ما يجري من صراعات في دول العالم، خاصة الدول القمعية وغير الشرعية، المحكومة بطغم عسكرية وأقليات دينية وعرقية، سببها بنوك الفساد وسريتها المصرفية.. وأن سرّ بلاء الأمم والشعوب يتأتى من هؤلاء..

بل أن مثل هذه البنوك والمصارف، تمارس سياسة مدروسة، هدفها إدامة افقار شعوب الأرض، عبر الوكلاء القائمين على قيادتها بقوة الإكراه والتبعية.

ولو أمعنا النظر قليلاً، لعرفنا من يقف خلف تغذية الكراهية وبروز الإرهاب والعنصرية، التي أصبحت ثقافة رائجة، لها مريديها في كل شعوب الأرض من دون استثناء.

فالفقر والعوز والفساد المنظم، عبر السرقات التي تمارسها الأنظمة، خاصة دول العالم الثالث، تعمل على صناعتها هذه البنوك، بقبولها هذه الأموال الطائلة دون السؤال عن المصدر، بل والعمل على ترحيلها خارج الحدود الوطنية.

هذه السياسة، لا تهدف إلى الربح على الإطلاق، لأنها لا تحتاج إلى هذا الكم من العملات الورقية، التي تنتج تضخماً وعبئاً على مستقبليها.. خاصة إذا ما علمنا أن سرّ التضخم الحاصل في اقتصادات الدول، يكمن بالتراكم النقدي عندها لا أكثر.

بل هي سياسة واعية تستند إلى برامج مدروسة، بهدف إبقاء الشعوب خارج الفعل الحضاري، ولتبقيها متخلفة لا تقوى حتى على إنتاج الجزء اليسير من احتياجاتها الأساسية.

ومن يسعى حقاً للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وأنسنة العلاقات البينية بين الشعوب والأمم، عليه أن يكرس القيم الديموقراطية، ويساهم في محاربة الفساد والجرائم المالية، وعمليات النهب المنظم وغير المنظم.. وأن يعيد للشفافية المالية والمصرفية مكانتها المهدورة.

علماً أن كل الشعوب ومنظمات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية والطبقات الوسطى، تدرك جيداً، أن من يساهم في انهيار المجتمعات وبناها الاجتماعية – الاقتصادية، هي دول ومؤسسات مالية وسياسية وأمنية..

لكن بالمقابل، على هؤلاء جميعاً أن يدركوا أنهم سيواجهون يوماً بما لا يحمد عقباه، وسينقلب السحر على الساحر، عبر حركات شعبية واسعة، سيصل أوار نارها إلى عواصمهم، لحظتها لن يجدون من يتحالف مع شعاراتهم ومقولاتهم الكاذبة، التي يظللونها بمقولات الإرهاب والتطرف.