حذر “بنك أوف أمريكا”، أحد أكبر مصارف الاستثمار في الولايات المتحدة، من أن التضخم المرتفع يشكل تهديدا حقيقيا للانتعاش الاقتصادي الذي بدأ قبل عامين فقط.
وكتب مايكل هارتنت كبير محللي الاستثمار لدى “بنك أوف أمريكا” في مذكرة للعملاء يوم الجمعة: “صدمة التضخم تزداد سوءا، وصدمة أسعار الفائدة بدأت للتو، وصدمة الركود قادمة”، بحسب “سي إن إن”.
جاء التحذير قبل تقرير حكومي جديد اليوم الثلاثاء، أظهر ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 8.5% في مارس/ آذار، وهي أسرع وتيرة منذ ديسمبر/ كانون الأول عام 1981.
وكان هناك ارتفاعا قياسيا في الأسعار على أساس سنوي لكل شيء من السيارات الجديدة وملابس الرجال إلى أغذية الأطفال وصلصة السلطة. وكتب هارتنت أن التضخم “خارج عن السيطرة” مضيفا: “التضخم يسبب ركودا”.
على الرغم من أن الركود الأخير كان سببه الجائحة، إلا أن دورات التوسع الاقتصادي غالبا ما تنتهي من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الذي يضطر إلى تشديد سياسته النقدية لمحاربة التضخم المتزايد.
تتوقع الأسواق أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بسرعة، بأسرع وتيرة منذ عقود، للسيطرة على الأسعار. الخطر هو أن البنك المركزي سيبذل الكثير، مما يؤدي إلى احتمال ركود الاقتصاد.
إن مصرف “بنك أوف أمريكا” لا يؤكد صراحة حدوث ركود في الولايات المتحدة، لكنه يثير المخاوف من شبح التباطؤ ويلفت إلى إشارات الركود التي تتحدث عنها الأسواق المالية.
وأشار هارتنت إلى أن حركة الأسعار في الأسواق المالية تشير إلى “ركود” واضح، مستشهدا بالانخفاضات الحادة لأسهم شركات بناء المنازل، والتي عادة ما تكون حساسة للحالة الاقتصادية، ومصنعي أشباه الموصلات، والشركات الصغيرة، وتجارة التجزئة والأسهم الخاصة.