آراء

بعيداً عن الوهم.. إسرائيل مثل خلفية البقرة

بقلم: عبد الكريم محمد

حتى لا يقال عنا مغفلين.. نحن ندرك أن النظام العربي يرى بإسرائيل مربط الفرس، خاصة وأنها من يمنح شهادات الشرعية لهذه الأنظمة اللاشرعية، في عالمنا العربي.. بل هي من تقدمه للغرب المتداعي، الذي بدأ أشبه بحارة أبو عواد..

اليوم وبعد الحرب الروسية – الأوكرانية، تظهر إسرائيل على حقيقتها، هذا الظهور الذي شكل توأمة مع أمريكا بخاصة والغرب بشكل عام.. وأظهر أن دوائر صنع القرار هي مجرد وهم يحكم من خلاله الشعوب والدول والحكومات المارقة غير الشرعية كالحكومات العربية والأفريقية.. وغيرها من حكومات اللصوص وشذاذ الآفاق..

فلا إسرائيل حجر للزاوية في المنظومة الأمنية الإقليمية، ولا هي صانعة النظم والسياسات، ولعل المسكين زيلنسكي شكل فضيحة لكل ما كان يسمى بالأمس ثوابتاً عند البعض، أن دوائر صنع القرار يحكمه اليهود..

هذه الكذبة نحن بكل صدق نعرفها جيداً ومعنا يعرفها من قرأ لإبراهام ليون “المسألة اليهودية” بل ويعرفها جيداً من تابع العالم الحقيقي “نعوم تشومسكي”، الذي لم يقل سوى الحقيقة في كل كتاباته..

اليوم يظهر العالم على حقيقته، وتظهر معها خواء وضعف الدول العظمى، التي تقيم صروحها الإمبراطورية على حساب الحكومات العميلة المارقة، والشعوب المتخلفة التي لا تتجاوز أحلامها، أحلام الفئران الباحثة عن كسرة خبز في زاوية مظلمة.

المهم بالأمر أن إسرائيل ومعها النظام العربي من دون استثناء، مجرد خلفية بقرة كما يقول المثل ” لا هي تباع مع الجلد ولا نؤكل مع اللحم”.. وأن ما يجري في شرق أوروبا سينساق على غربها وكثير من البلدان.. وستظهر كذبة الكبار، رغم أنها ظهرت غير مرة في فيتنام وأفغانستان والعراق وبعض البلدان.

 لكننا نحن العرب من شدة ذلنا وانسحاقنا، نتمنى دائماً أن نقنع أنفسنا، أن كل شعوب دول العالم الثالث مثلنا.. تعيش على هدى مقولة:” كلنا هيك يا حبيبتي”.. ليس مثلنا إلا نحن، مجموعات من شذاذ الآفاق نزور التاريخ، للنفخ فيه شي من الحياة ونعطيه شيئاً من التشويق والحيوية.. لنستظل ببطولات وهمية كاذبة، ونمارس الظلم فيما بيننا باعتباره عقيدة ومن يخرج رافعاً سيفه، التهمة معلبة إما خارجي أو إرهابي..

النصيحة تقول:” إذا حلق جارك بل ذقنك”.. اليوم جاءت مرحلة حلق الذقون على الناشف، ونتمنى أن نشهد حلاق الأغنام الغشيم، أن يبدأ بالحلاقة لهؤلاء الأوغاد كيفما اتفق.