سياسة

بعد كل هذه السنوات ستبقى أحداث 11 سبتمبر لغزاً محيراً

تقرير: رنا الصفدي

على ما يبدو أن ثمة أشياء كثيرة تقبع خلف الأكمة، فبعد كل هذه السنوات ما تزال أحداث انهيار برجي منهاتن، تحمل لغزا لم يكشف عنه حتى هذه اللحظة.. هذا اللغز يدخل الشك في السردية التي ترددها وسائل الإعلام وبعض الصحف الكبيرة، في الولايات المتحدة وغيرها.. خاصة عندما يذاع الخبر بذات الرتابة..

بل إن ما أوردته  صحيفة “نيويورك تايمز” إنه على مدار عقدين من الزمن، أجرى مكتب الفحص الطبي أكبر تحقيق على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة بشأن الأشخاص المفقودين، مشيرة إلى أنه تم فحص وإعادة فحص 22 ألف جزء بشري تم انتشالها بشق الأنفس، من حطام برجي مركز التجارة العالمي بعد هجمات 11 يبتمبر، ولا يزال العلماء يختبرون المخزون الهائل من البقايا البشرية مجهولة الهوية لربط جيني بـ 1106 ضحايا، والتي لا تزال بدون تطابق حتى تتمكن عائلاتهم من استعادة الرفات لدفنها بشكل مناسب.

وكأننا نعيش فلماً هندياً، أو فلماً يحكي عن ثلاثة قرون ماضية، فبعد كل هذا التطور المذهل الذي وصلت له الولايات المتحدة، ما يزال معهد الطب الشرعي في نيويورك عاجزاً عن تحديد هويات رفات الضحيايا.. ولتفاجئ أكثر أن الطب الشرعي قبل يومين فقط، تمكن من كشف هوية ضحيتين سقطا في الهجوم الإرهابي قبل 20 عاما، بفضل تقنية تسلسل الحمض النووي  (DNA)، بحسب ما ذكرت باربرا سامبسون مديرة المعهد في بيان، حيث أكدت أن المعهد حدد هوية الضحيتين رقمي 1646 و1647، وهما لسيدة تدعى دوروثي مورغان، كانت تعيش في لونغ آيلاند، ورجل طلبت عائلته أن تبقى هويته سرية.

الملفت بالأمر هو المتعلق بهذه الواقعة الأخيرة الخاصة بهوية الجثتين، ففي تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” قال الكاتب والمحلل السياسي معتز نادي، إنها كشفت عن تباين في رد فعل العائلتين ما بين رفض وإفصاح حول اسم كل ضحية، وفي ظني أن اختيار الإعلان من عدمه ربما رغبة من العائلة في إضفاء الخصوصية على طابع الواقعة، وحفاظا على مشاعر بقية أفراد الأسرة من هول الصدمة، وهو أمر قد يكون مبررا بالنسبة لهم، لكن لا يمكن إطلاق أحكام متسرعة حول ذلك المسلك برمته لأن وسائل الإعلام الأميركية ستتقصى وراء الأمر وبالتالي ستقدم المعلومات التي قد تتيحها العائلة لشرح مبرراتهم حول إخفاء الاسم.

وبالكشف عن هوية هاتين الضحيتين، تكون الولايات المتحدة باتت تتعرف على هوية ضحية واحدة في السنة من الضحايا المجهولين، بعد أن كانت تكشف المئات من هوية الضحايا في السنوات التي أعقبت هجمات 2001، فقد كانت أخر نتائج إيجابية لعملية الكشف عن هوية الضحايا في عام 2019 .

على كل حال ستخبرنا الأيام عن كل مايدور بأذهاننا، بل ستحمل لنا الكثير من المفاجآة بعدما كانت تعيش في مساحات الشكوك والظنون في الأنفس قبل العقول عند كل واحد منا.. ولعل ما قد يُفصح عنه سيغيّر كل المفاهيم، بما في ذلك سينزع الثقة عن كل وسائل الإعلام، ليصبح العالم عارياً بلا ورقة توت قد يغطي بها عورته القبيحة.