علوم و تكنولوجيا

بعد قرون من الغموض.. العلماء يتمكنون من تحديد وجه أكبر حشرة جابت الأرض قبل ملايين السنين

تمكن العلماء أخيرا من تحديد وجه أكبر حشرة عاشت على الإطلاق، والتي كانت تجوب الأرض قبل 340 مليون سنة.

وتركت هذه الحشرة الضخمة علماء الحفريات في حيرة من أمرهم لعقود. وكان لجسم المخلوق خصائص مشابهة للدودة ألفية الأرجل، لكن الخبراء لم يروا رأسها من قبل، وبالتالي لم يتمكنوا من معرفة علاقتها بالمفصليات الحديثة.

وكانت العديد من الحفريات التي عثروا عليها للحشرة عبارة عن أصداف دون رأس تركتها الحشرات بعد أن انسلخت.

وكانت تخرج من هياكلها الخارجية من خلال فتحة الرأس مع نموها بشكل أكبر، حتى 8 إلى 9 أقدام (2.6 متر) وأكثر من 100 رطل (50 كغ).

بعد قرون من الغموض، تمكن العلماء الآن من إنتاج صورة للحشرة الضخمة بعد دراسة حفريات صغار كانت كاملة ومحفوظة جيدا.

وكان رأس الحشرة العملاقة عبارة عن هيكل مستدير مع قرون استشعار قصيرة على شكل جرس، وعينين بارزتين مثل السلطعون، وفم صغير إلى حد ما يتكيف مع طحن الأوراق واللحاء، وفقا لبحث جديد نُشر في مجلة Science Advances.

وكانت هذه الحشرة تسمى Arthropleura، وهي من المفصليات (المجموعة التي تضم السرطانات والعناكب والحشرات)، بملامح عديدة الأرجل، المعروفة باسم أم أربعة وأربعين (centipedes) والديدان الألفية، أو ذوات الألف رجل (millipedes) الحديثة. لكن بعضها كان أكبر بكثير.

وكانت هذه الحشرة مزيجا مفاجئا، حيث أشار المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الأحياء القديمة ميكائيل ليريتير من جامعة كلود برنار ليون في فيلوربان بفرنسا: “اكتشفنا أنها كانت ذات جسم الديدان الأرفية، لكن رأسها كان شبيها لعديدة الأرجل”.

وربما كانت أكبر حشرة Arthropleura هي أكبر الحشرات التي عاشت على الإطلاق، على الرغم من وجود نقاش ما يزال قائما. وقد تكون في المرتبة الثانية بعد عقرب البحر العملاق المنقرض.

وكان الباحثون في أوروبا وأمريكا الشمالية يجمعون بقايا وآثار أقدام هذه الحشرات الضخمة منذ أواخر القرن التاسع عشر.

وقال جيمس لامسديل، عالم الأحياء القديمة في جامعة وست فرجينيا، والذي لم يشارك في الدراسة: “كنا نريد أن نرى كيف يبدو رأس هذا المخلوق لفترة طويلة حقا”.

ولإنتاج نموذج للرأس، استخدم العلماء أولا عمليات مسح مقطعي محوسب لدراسة عينات أحفورية لصغار سليمة تماما مدفونة في الصخور التي عُثر عليها في حقل فحم فرنسي في الثمانينيات.

وأشار لامسديل إلى أن هذه التقنية سمحت للعلماء بفحص “التفاصيل المخفية مثل أجزاء الرأس التي ما تزال مدفونة في الصخر” دون تشويه الأحفورة.

وبلغ قياس عينات الأحفوريات الصغيرة نحو 6 سنتيمترات فقط ومن المحتمل أنها كانت نوعا من المفصليات التي لم تنمو إلى أحجام هائلة، ولكن حتى لو كان الأمر كذلك، قال العلماء إنهم قريبون بما يكفي لتوفير لمحة عن شكل الحشرات البالغة، سواء كانت عملاقة أو بحجم أقل، عندما كانت على قيد الحياة قبل 300 مليون عام.

المصدر: إندبندنت

اترك تعليقاً