
أثارت ثلاث هزات أرضية متتالية ضربت مناطق متفرقة مصر، مساء الأحد، في مناطق البحر الأحمر ومطروح والجيزة قلق المصريين، وسط مخاوف من دخول البلاد في منطقة نشاط زلزالي.
وأكد رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للفلك الدكتور شريف الهادي أن “مصر تشهد نشاطا زلزاليا يوميا”، لكن معظم هذه الهزات تكون ضعيفة وغير محسوسة، مشيرا إلى أن الهزات الأخيرة، رغم شعور بعض السكان بها “لا تشكل خطرا على الأرواح أو البنية التحتية”.
ووفقا لبيانات الشبكة القومية المصرية لرصد الزلازل، سجلت هزة أرضية بقوة 2.31 درجة على مقياس ريختر في منطقة كوم البيرة بمحافظة الجيزة مساء الأحد، على عمق 3.17 كيلومتر، كما رصدت هزة أخرى شمال مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر بقوة 3.2 درجة وعمق 10.5 كيلومتر، بالإضافة إلى هزة ثالثة شمال غرب مطروح بقوة 2.92 درجة على عمق 43.61 كيلومتر بالقرب من جزيرة كريت.
وأشار المعهد القومي للفلك إلى أن هذه الهزات كانت خفيفة، لكن قربها النسبي من المناطق السكنية جعل بعض السكان يشعرون بها، خاصة في الجيزة والغردقة.
وأوضح الدكتور الهادي في تصريحات لقناة محلية مصرية، أن الزلازل في مصر “غالبا ما تكون ضعيفة” ولا تمثل تهديدا كبيرا بسبب طبيعتها وموقعها الجغرافي، وأن مناطق مثل خليج السويس والبحر الأحمر تُعد “من أكثر المناطق عرضة للنشاط الزلزالي بسبب موقعها على صدع إفريقي نشط”.
وأضاف أن الإحساس بالهزات يعتمد على عوامل مثل قوة الزلزال وعمقه وقربه من التجمعات السكانية، مشيرًا إلى أن هزة بقوة 2 درجة قد تُحس إذا كانت قريبة من المدن، بينما قد تمر هزة أقوى دون شعور إذا وقعت في مناطق نائية، مؤكدا أن الهزات التي تتجاوز 3.5 درجة على مقياس ريختر عادةً ما تكون محسوسة في المناطق المأهولة.
وأوضح أستاذ الزلازل المصري أن طبيعة الزلازل في مصر ضعيفة بشكل عام، وأن “غالبية الزلازل التي يتم تسجيلها لا تمثل أي تهديد للسكان أو البنية التحتية”.
تأتي هذه الهزات في وقت تشهد فيه مصر اهتماما متزايدا بتعزيز التأهب للزلازل، حيث دعا الهلال الأحمر المصري المواطنين إلى اتباع إرشادات السلامة، مثل تجنب المباني القديمة أو المتصدعة، والابتعاد عن النوافذ أثناء الهزات، كما أوصت السلطات بضرورة تثبيت الأثاث الثقيل وإعداد خطط طوارئ عائلية لضمان السلامة في حال وقوع هزات أقوى.
وتُعد مصر منطقة نشطة زلزاليا بشكل معتدل، حيث تقع على حدود الصفيحة الإفريقية، مع مناطق صدع نشطة مثل خليج السويس والبحر الأحمر، ووفقًا لتقارير المعهد القومي للبحوث الفلكية، تسجل الشبكة القومية لرصد الزلازل مئات الهزات سنويًا، معظمها بقوة أقل من 3 درجات على مقياس ريختر، مما يجعلها غير محسوسة.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر إلى أن مصر سجلت أكثر من 500 هزة أرضية في عام 2024، معظمها في مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية، مثل البحر الأحمر ومطروح.
تاريخيا شهدت مصر زلازل مدمرة مثل زلزال القاهرة عام 1992 الذي بلغت قوته 5.8 درجة وأسفر عن مقتل 545 شخصا وإصابة الآلاف، مما دفع الحكومة إلى تحسين البنية التحتية وتطوير أنظمة رصد الزلازل، ومنذ ذلك الحين عززت مصر قدراتها في المراقبة عبر الشبكة القومية لرصد الزلازل، التي تضم أكثر من 70 محطة رصد.