دولي علوم و تكنولوجيا

براكين من الجحيم تنتظر إشارة خامنئي… تفاصيل أخطر “دولة صواريخ” تحت الأرض

تحت الأرض في إيران، تنتشر شبكة قوية وواسعة من المدن الصاروخية التي تعد أهم سلاح استراتیجي لطهران.

توصف هذه المدن التي أزيح عنها الستار لأول مرة عام 2015 بأنها “البرکان الذي إذا ثار، فلن یكون أحدٌ من أعداء إيران في مأمن”، وفق التلفزيون الإيراني.

عقود من العمل في كل شبر
بدأ إنشاء هذه القواعد عام 1984، ولم ينقطع منذ أكثر من 30 عاما، فلا توجد محافظة إيرانية، لم تُبنَ فیها قاعدة صاروخیة واحدة علی الأقل، بحسب قائد القوة الجوفضائیة الإيرانية العمید أمير علي حاجي زادة، بحسب تقرير لموقع “جاده إيران” المتخصص في الشؤون الإيرانية.

تقع أغلبية هذه القواعد على عمق 500 متر تحت الأرض أو أسفل الجبال، محصنّة بخمس طبقات من الخرسانات، حيث تحتضنها أنفاقٌ طویلة تم إنشاؤها بناءً على أعمال هندسیة خاصة، وباستخدام آلیات عملاقة للحفر يملكها فقط الحرس الثوري، وهي مزودة (الأنفاق) بسكك حديدية وشاحنات صُمِّمت لنقل الصواریخ بشكل سريع.

الحرب مع العراق بداية الفكرة
تعود فكرة إنشاء هذه القواعد إلى ثمانینيات القرن الماضی، آنَ الحرب الإيرانية العراقية، إذ لم تكن طهران في ذلك الوقت بلدا منتجا للصواريخ، بل كانت مضطّرة لاستیرادها في ظروف صعبة للغایة، بسبب العزلة الدولية التي فُرضت عليها بعد نجاح ثورة الخميني.

فكّرت إيران حينها في إطلاق مشروع وطني لبناء قواعد صاروخية في قلب الأرض والجبال لكي تحمي أسلحتها الاستراتیجیة والنادرة من الغارات العراقیة التي كانت تستهدف كل الأراضي الإيرانية.

وبخلاف وسائل الإعلام الغربية التي زعمت انتشار القواعد الصاروخیة علی الشواطئ الإيرانية الجنوبية، تدل بعض المؤشرات على أنها موزّعة في کل أنحاء البلاد، بما يشمل المحافظات المطلّة علی المياه الخليجية.

ویذکر التلفزیون الإيراني أنّ عدد القواعد الصاروخیة في البلاد یتجاوز المئات، وهو ما يعتبره البعض مجرّد دعایات إعلامية تضخم الواقع في إطار الحرب النفسیة.

وعلی الرغم من عدم وجود تفاصیل شاملة بشأن العدد والأماكن التي توجد فیها القواعد الصاروخیة، فقد تم تحديد ثلاث قواعد منها حتى الآن: قاعدة “الخجیر” التي تقع في طریق جبال “دماوند” شرقي العاصمة طهران وتمثل أهم قاعدة استراتیجیة لتأمين المجال الجوي للعاصمة.

أبرز وأهم ثلاث قواعد إيرانية
ويجري صنع الصواريخ التي تطلق من قاعدة “الخجير”، في مركز “بارشین” شرق طهران، وهي القاعدة التي تعرضت مؤخرًا لانفجار أدى لمقتل أحد المهندسين وإصابة آخر، قبل أن تشير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في وقت لاحق أن الانفجار كان نتيجة هجوم إسرائيلي.

القاعدة الثانية هي قاعدة “لار”، وتقع ضمن منطقة جبلیة جنوب إيران، وتتمع بإجراءات أمنية لافتة، منها عدم توفر الانترنت أو الإرسال الهوائي للهواتف المحمولة على بعد كيلومترات منها.

القاعدة الثالثة تقع في جزیرة قشم، التي تحتضن کمیة کبیرة جدا من البنی التحتیة العسکریة والصاروخیة، کما تلعب دورا بارزا في المواجهة مع القوی الأجنبية بالقرب من مضیق هرمز.

وفي إشارة إلى عدد القواعد الصاروخية الإيرانية، يقول قائد الحرس الثوري اللواء حسین سلامي: “لا نخشی من تحدید مواقع قواعدنا الصاروخیة من قبل الأعداء، لأن لدینا ما یكفي منها، وهذا ما یجعل العدو عاجزاً عن استهدافها عملیاً”.

ليس الصواريخ فحسب.. بل أخطر
ولا تقتصر مهمة القواعد الصاروخية على حماية الصواریخ فحسب، بل تستضیف أيضا سلاحا استراتیجيا آخر هو الطائرات المسيّرة.

وکشفت وسائل الإعلام الإيرانية السبت (28 مايو/أيار 2022)، عن قاعدة تابعة تابعة لأول مرة للجيش الإيراني غربي البلاد فيها أكثر من 100 طائرة مسیّرة حدیثة قادرة علی حمل صواریخ کروز وغیرها، وذلك لدى زيارة تفقديّة أجراها رئیس الأركان اللواء محمد باقري.

وأعلن قائد الجیش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي أنّ القوات العسکریة تملك العدید من مثل هذه القاعدة في أنحاء البلاد لإنتاج وتخزين وإصلاح المسیّرات الإيرانية.

وتحضر الطواقم المختصة بالعمل على هذه القواعد علی مدار 24 ساعة، وينفذون هجماتهم بناءً على أوامر القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي حصرا.
المصدر: وكالات