آراء

بات ضرورياً إعادة ترميم الوجدان الفلسطيني

بقلم: أيمن أبو هاشم
كاتب ومحامي

انتزاع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني من المحتل الصهيوني، لا يمكن تحقيقها مع جهل وعدم معرفة قطّاع كبير من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وأراضي ١٩٤٨ بما يخص مشكلات وهموم اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان وبقية دول اللجوء، بل توجد حالة ترقى إلى القطيعة المجتمعية والنفسية بين الجماعات الفلسطينية المتناثرة على جغرافيات وانظمة سيطرة متعددة في الداخل والشتات.

إنكار هذه الحقيقة التي تكبر مع تقزيم المشروع الوطني وتفككه، إلى سلطتين متنازعتين في الضفة وغزة، وتغليفها بخطابات وشعارات عمومية عن وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة كفاحه وخلاصه، هي أسهل وصفة تستخدمها القوى والفصائل والنخب المثقفة التي تدور في أفلاكهم، للهروب من مواجهة انقسامات وتشظيات الحالة المجتمعية الفلسطينية.

معالجة تلك المشكلة العويصة يحتاج إلى تغيير وطني شامل، يبدأ بإدراك الدور الخطير الذي لعبته الطبقة السياسية والسلطوية المُسيطرة على القرار الوطني، في تباعد الفلسطينيين عن بعضهم البعض، وإهدار العلائق التي تجمعهم واقعاً ومصيراً، وقد سهل ذلك ما دأبت عليه الأنظمة العربية في سياساتها الظالمة تجاه اللاجئين، وهي افضل خدمة للكيان الصهيوني الذي يسعى منذ نشوئه إلى تحويل الفلسطينين من شعب واحد إلى شعوب متفرقة بلا هوية ولا ذاكرة ولا حقوق مشتركة تتوحد عليها..

وبات ضرورياً اليوم إعادة ترميم الوجدان الفلسطيني العام، بوعي وإحساس كل جزء فلسطيني بمآسي ومشكلات وهموم الجزء الآخر، وهو ما ينسحب على الموقف الإخلاقي من نكبات ومعاناة الشعوب العربية الثائرة على حكامها. بل أن العمل الوحدوي والفاعل على جبهة استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، إنما يبدأ من وحي تلك الحقيقة، وعدا ذلك كذب ومتاجرة وذر للرماد في العيون ..