آراء

بأمانة: هذا جزء مما قالته لي العصفورة.. لم يعد لنا متسعاً من الوقت


مباشرة ودون سابق إنذار، حظيت بالعصفورة التي جائت للتو من بلاد الشمس.. صديقي العزيز، لم يعد لنا متسعاً من الوقت، ونحن اليوم نعيش في سباق مع الزمن.. لأننا بتنا كالعجل السمين الفاقد للرشاقة، وباتت أعين الكلاب الضالة تتوجه بكليتها نحونا.. بل أن لعابها بدأ يسيل كما تجربة بافلوف.

هذا الأمر حقيقة بات مكمناً للقلق لدينا، وكما ترددون أنتم على الدوام، آخر “علاج للدمامل المتقيحة الكي”.. نحن الآن بتنا مقتنعون، بأن الحيوانات التي تفتقد إلى الرشاقة، ستصبح وليمة سهلة المنال عند الغياب، لأضعف الجراء المتواجدة، حيثما وجدت أو يمكنها أن تتواجد..

وأنه يقع على عاتقنا أن نتخذ زمام المبادرة بأيدينا، دون الاعتماد على أحد من الحلفاء، أياً تكن ثقتنا بهذا الحليف أو ذاك، وأن المثل يقول:” ما حك جلدك غير ظفرك”.. وها نحن اليوم سنجعل من أظافرنا مخالباً، لنحك بها ظهرنا، وسلاحاً نواجه به من يتربص بنا..
سألتها مقاطعاً، كأنك تودين ايصال الرسالة، بأنكم افتقدتم الثقة بكل أصدقاء الأمس، واليوم تعيشون بلا أصدقاء؟!!

أجابت، الحقيقة التي تعرفها أنت وأنا، بل ويعرفها الجميع، أن العلاقات تقوم على شبكة أمان نسبية، وأن للثقة وشكلها ومتانتها نهاية بين الأصدقاء، وعندما تختلف أو تتعارض أو تفترق المصالح يا صديقي الغالي، تحل العدواة.. نحن اليوم نرى بأننا نعيش طلاق المصالح، ولا بد من إعادة حساباتنا بشكل أدق لأن القادم أخطر..
 
فكل ما بنيناه في أفغانستان والعراق وغيرها من المناطق، ذهب أدراج الرياح ولا بد من وقفة جادة، لنخرج من حالة الترهل التي تعترينا إلى رشاقتنا المعهودة..

الحديث كان طويلاً وفيه شيء من الجدية، ختمته بالقول من دون مواربة أو تقية أو خجل، قلت للعصفور أن أنثى الأسد وهي سيدة الغابة، عندما تهرم تتعلم كل الجراء التشباية بها وتصبح مرتعاً بل وليمة للباحثين عن اللذة وحسب.. قولي لمعلميكي، لم يعد بالإمكان أفضل مما كان.. ستصبحون ملطشة للجميع، لأنكم ارتضيتم أن تكونوا الحكم غير النزيه..
أجابت بكل تعب، الله يستر كما تقلي دائما.