بقلم: إياد مصطفى
لم يعد مكاناً للتكهنات والكثير من الفذلكات الإعلامية، اليوم يظهر التحدي للمرة الثالثة بعد أوباما وبايدن، غداة ترشيح السمراء المبتسمة دائما هاريس.. فلم تعد الأنكلوسكسونية المتصهينة والمتطرفة دينياً، بالعودة لممارسة الجريمة على غرار ما ارتكبته ضد المغدور الكاثوليكي كنيدي..
المهم لقد رحلت عقدة الأشقر الانكلوسكسوني، القابع بزوايا الكنيسة المهمدانية والمتكئ على قيم شهود يهوة، التي تفيح منها رائحة العفونة إلى الأبد، لتقول لذاك الداعر المسمى ترامب، ستهزمك السمراء المبتسمة ولن تعود أمريكا العمياء أو المتعامية عن ألام البشرية، لمصلحة كلابها المسعورة بعد الآن..
أمريكا اليوم لن تعود خطوة إلى الوراء، حتى التفكير بالهرولة بالمكان ستذهب بأمريكا “أمبراطورية الغفلة وشراء الذمم قبل العقول، إلى حروب التفكك والانحلال إيذاناً بالاضمحلال، لم يعد مكاناً لممارسة العنصرية ضد الاسباني أو الهندي صاحب الوطن الأصلي، أو ضد الأسود ولن تتكرر مآساة أبن عمر المسلم الإفريقي المسمى بالكونتا كنتي..
المهم البشر بأمريكا بعد أن تكشفت الحقائق ناصعة أمامهم، خاصة تلك المتعلقة بأصولهم وديانات أبائهم وعقائدهم وأعراقهم، لم تعد تنطلي عليهم الكذبة الجوالة المسماة أرض الأحلام، وسيزداد الانقسام المجتمعي أكثر من ذي قبل، مع تراجع الدور والنفوذ أمام الصين وبريكس وغيرها، أياً كان الفائز.
وأن الخسائر القادمة بمعزل عن التكاذب الذي يمارسه ترامب، ستكون أكثر كارثية في ظل تعمّق الانقسام.. في بلد يعجّ بالسلاح بين يدي المواطنين وانتشار حوادث إطلاق النارفي مناطق مختلفة من الولايات المتحدة الأميركية.. التي تقدر عددها بحوالي 400 مليون قطعة ما يمثل نصف الأسلحة الفردية المنتشرة بين المدنيين في دول العالم بحسب “واشنطن بوست”.
بالتزامن مع وجود ولايات لديها طموحات استقلالية.. وكل ذلك يعتبر مؤشّراً على أن الانقسام الذي طال “الدولة العميقة” ذاتها، والتي كانت عنواناً للتماسك.