آراء مجتمع

انتحار الأب جورح حوش.. التقاء لحظة فارقة مع اليأس

بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
ما الذي يدفع شخصية عامة ودينية كبيرة لها مكانتها في أوساط الطائفة الأرثوذكسية للانتحار وامام الجميع و في وقت الصلاة ؟

هل هو احتجاج على تصرفات النظام الطائفي القاتل المجرم، الذي أوصل البلد لكل هذا الخراب والدمار وضائقة العيش والفقر التي سببها لغالبية السوريين؟
أم بسبب ضغوط نفسية هدامة عانى منها و لا أظن ذلك مع عدم استبعادها؟
و هل هناك علاقة لهذا الانتحار بهروب رجل دين مسيحي منذ فترة من سورية ؟
وهل ستتحول هذه الحالات الفردية لظاهرة عامة لرجال الدين المسيحي وغيرهم/ بعد أن وضعوا كل بيضهم في سلة النظام الطائفي القاتل المجرم وانحيازهم لجانبه ضد الشعب السوري؟

بكل الأحوال، انتحار الأب جورح حوش حدث، وربما حسب ما أرجح من الظروف العامة لحادثة الانتحار، أثناء تأدية الصلاة و في كتدرائية مار جرجس للروم الأرثوذكس في اللاذقية وأمام الجميع..

وبأن ما قام به نتيجة إحباط عام و احتجاج على ممارسات النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه في سورية، بعد الخواء النفسي والاجتماعي الذي يعاني منه الناس في سورية ولا يجدون أنفسهم إلا في نفق دموي مؤلم يحيطه الخراب والدمار في كل الجهات و الاتجاهات..

وهذا غير مستغرب فربما ظروف الاستعصاء هذه، تذكرنا بظروف انتحار الشاعر خليل حاوي مع فارق الدوافع فحاوي انتحر احتجاجاً على مواقف العرب المخزية والعالم لحظة حصار بيروت من قبل إسرائيل وما أحدثته من خراب.

طبعا كل تلك التساؤلات ربما لن نجد لها إجابة مقنعة ولن يستطيع أحدا من الإجابة عليها إلا من لديه الخبر اليقين ممن اطلع على أسرار الأب جورج حوش المنتحر أو ممن مارسوا ضغوطهم عليه و دفعوه للإنتحار !!!