دولي

اليمين الأمريكي يعود بزخمه للواجهة.. وشرطة واشنطن تطلب المساعدة من البنتاغون لاحتواء التظاهرات

تقرير: إياد مصطفى

وكأن الولايات المتحدة الأمريكية، عادت لتدخل مرة أخرى في تجاذات داخلية بفضل انتصار الديموقراطيين في الانتخابات الأخيرة، والتي أطاحت باليمين المحافظ بالضربة القاضية، لتجهز على الأصوات الأصولية المتعجرفة داخل المجتمع.

ولعلنا نشهد في هذه الأيام، نشاط استثنائي لثورة التطرف الديني في النفوس، وهي تتأهب للقيام بمظاهرات تنظمها جماعات يمينية متطرفة، السبت القادم في العاصمة واشنطن.

وقد كان قد أكد على ذلك الدكتور ستيفن زونس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سان فرانسيسكوفي  31 أغسطس 2004 بأن الجمهوريين سيحاولون استمالة اليمين المسيحي الأمريكي لانتخاب الرئيس بوش بعد أن نجحت ظاهرة استغلال الدين في انتخابات الرئاسة الأمريكية منذ أواخر السبعينات من القرن العشرين، عندما أدركت مجموعة من المحافظين من زعماء الحزب أن الناخبين الأمريكيين يربطون بين الحزب الجمهوري وبين السياسات الخارجية التي تستند إلى النزعة العسكرية. وعلى الصعيد الاقتصادي يربط الناخبون الأمريكيون بين الحزب الجمهوري وبين السياسات الاقتصادية التي تعمل لصالح طبقة الأثرياء في أمريكا.

وأيقنت هذه المجموعة من المحافظين الجمهوريين أن ذلك الربط يجعل من الحزب الجمهوري حزب أقلية، وهو ما ظهر خلال العقود الخمسة التي سبقت السبعينات، حيث فاز الجمهوريون بالرئاسة أربع مرات فقط من بين اثنتي عشرة معركة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ولم يتحكم الجمهوريون في الكونغرس بمجلسيه إلا مرتين خلال أربع وعشرين دورة له.

ثمة من يقول، أن عودة الديموقراطيين للحكم عاودت للتذكير بالأيام الخوالي، التي كان قد ظفر فيها الجمهوريين بالرئاسة أربع مرات فقط من بين اثنتي عشرة معركة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ولم يتحكم الجمهوريون في الكونغرس بمجلسيه إلا مرتين خلال أربع وعشرين دورة له.

ومنذ ذلك الحين، كرس المحافظون الجمهوريون جهودهم لاستمالة الناخبين الأمريكيين من الأصوليين اليمينيين المسيحيين البروتستانت، والذين أصبحوا في السنوات الأخيرة عاملا رئيسيا وراء التأييد الأمريكي لسياسات حكومة الليكود في إسرائيل.

ومن خلال تركيز المخططين الاستراتيجيين في الحزب الجمهوري على انتهاج سياسات حزبية محافظة فيما يتعلق بقضايا اجتماعية مفعمة بالمشاعر في أوساط اليمين الديني الأمريكي مثل قضايا حقوق المرأة والإجهاض والتربية الجنسية والموقف من الشواذ جنسيا، تمكن مخططو الحزب الجمهوري من اكتساب أصوات ملايين من الأصوليين المسيحيين والذين لم يكونوا ليساندوا الحزب الجمهوري أصلا بحكم انخفاض مستويات دخولهم وعدم سعي الحزب لتحقيق مصالحهم.

وسرعان ما تمكن الحزب الجمهوري من خلال منظمات يمينية مسيحية مثل “الأغلبية الأخلاقية”، و”التحالف المسيحي” و”مجلس السياسة العامة” الذي يضم وزير العدل جون آشكروفت، ورموز التطرف المسيحي من أمثال جيري فولويل، وبات روبرتسون من الترويج لأجندة سياسية يمينية عن طريق شبكات الإذاعة والتليفزيون المسيحية المؤثرة وعبر منابر الوعظ في الكنائس البروتستانتية بوجه خاص.

ومن خلال استغلال الدّين، تمكّـن الحزب الجمهوري منذ السبعينات من الفوز بأربع انتخابات رئاسية من ستة سباقات للرئاسة الأمريكية وتمكن الأعضاء الجمهوريون من السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي سبع دورات من اثنتي عشرة دورة، كما تحكّـم الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي خلال السنوات العشر الأخيرة.

أي على ما يبدو يجد اليمين الجمهوري المتطرف، يرى أن الفرصة سانحة وذهبية بتحريك مخزون قوته اليمينية المتمثلة بالاتجاهات الأصولية المتطرفة داخل الشارع الأمريكي، مستغلاً ذكرى أحداث 11سبتمبر والانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان..

لكن  وعلى الأرجح، سيكون الحرس الوطني وشرطة الكونغرس التي طلبت المساعدة لاحتواء التظاهرات التي تنظمها الجماعات اليمينية المتطرفة، لهم بالمرصاد.. وأن وزارة الدفاع الأمريكية لن تقف مكتوفة الأيدي، إذا ما خرجت هذه التظاهرات عن المألوف، الذي يمكنه أن يخرج عن السيطرة.. رغم أنه لم يصدر أية قرارات رسمية حتى هذه اللحظة، تؤشر إلى تحريك قوات عسكرية بهدف الوقوف في وجه المظاهرات المزمع القيام بها