آراء ثقافة

الوهم وحده من يحكم العالم

بقلم: عبد الكريم محمد

كثيراً من نسمع بوسائل الإعلام على اختلافها وتنوعها، أن من يحكم العالم، هي تلك اللوبيات القابعة خلف الجدارن والغرف المخفية.. أو تلك الشركات المافوق قومية، التي تتحكم بحياة الشعوب والحكومات في آن معاً..

الحقيقة المطلقة، أن من يحكم العالم هو الوهم، المكون من بعض شذاذ الآفاق والسراق المحليين على وجه الأرض، وعاملات مهنة الدعارة والمواخير.. وأجهزة المخابرات السرية، التي تدير هذا الوهم بالاستناد إلى وسائل الإعلام الموجهة..

اليوم بات العالم يدرك، أن العالم أشبه بأحجار الدومينو، لا يربطها رابط، سوى حالة التوازن الشكلي لا غير. وإذا ما سقطت واحدة صدفة، سرعان ما يتداعى الهيكل، ليصبح كومة من رقائق كرتونية بألون مختلفة.

وقد يفاجئ البعض، أن العالم اليوم يحبس الأنفاس، ايذاناً بانتظار قوة خيرة، قد تخرج به من المستنقع إلى بر الأمان.. هذه القوة لا يمكنها أن تنتمى لعرق أو دين أو جغرافيا بعينها، بل هي قوة تشكلت بين ظهراني الطبقات الاجتماعية والبنى السلطوية، وحان الوقت لتتخذ زمام المبادرة بنفسها..
 
بعضهم ينظر لها بالقول على إنها اليسار الجديد.. وبعضهم ينظر لها على أنها اليسار الليبرالي أو الديموقراطي.. بينا البعض الآخريقول، هي تركة ما نادى به تروتسكي، الذي قتل لأجل ما نادى به، والقائل بضرورة الثورة المستمرة..

القضية جلها لن تتوقف عند تخوم التسميات.. بقدر ما أصبحت الحاجة الكونية، لبروز قوى تؤمن بالعدالة الاجتماعية، الرافضة للاستنسابية التي تعطي لهذا الشعب وهذه الأمة دون غيرها، باعتبارها الأنقى عرقاً والأكثر معرفة..

وهنا الشيء بالشيء يقال أن 68% من علماء العالم، هم من الدول العربية والإسلامية، في كل مراكز البحوث والعلوم والتكنولوجيا، وأن 68% من ال68 هم عرباً.. كفاكم كذباً وخداعاً، العالم والبشرية والإنسانية جمعا، لم تعد تحتمل سلوك الأشرار، وأن قوة الخير قادمة لا محالة.. بصرف النظر عن المسميات، فقوة الخير على الأرض واحدة، وقوة الشر تربطها المصالح الآنية وحسب.