آراء

النظام السوري بين البينين

بقلم: عبير شهابي

اليوم وصلت الحرب إلى نهايتها غير السعيدة.. فلا الشعب السوري نال ما دفع شلالاً من الدماء من أجله.. ولا النظام الطائفي الأقلوي، حافظ على ما كان يسمى من وجهة نظر الغرب والشرق ومعهما النظام العربي الرسمي بالحكم المجدي.. 

المهم طويت حقبة كان اسمها حكم الأقلية أو تحالف الأقليات الدينية وإلى الأبد في المنطقة العربية، بعد أن سقط النموذج المحتذى في سورية..

اليوم حكومة عدس ترحل بعد فك الارتباط الدرزي العلوي ومن قبله رحيل الطائفة الإسماعيلية مبكراً من سورية، ولم يعد من تحالف للاقليات من شأنه أن يحكم سورية.. خاصة بعد أن فت في عضد الطائفة الأكبر بين تحالف الطوائف.. وبعد أن خسرت الطائفة العلوية خمسة أجيال متعاقبة.

حتى أن بعضهم النصيري قال، أن أتباع الديانة النصيرية  خسروا في معركتهم غير الشريفة، ما يعادل نصف مليون بين قتيل ومعاق، لا يقوى على خدمة نفسه، من تعداد لا يتجاوز 1750000مليون وسبعمائة وخمسون ألف فرداً، رغم التكاذب وتعظيم الأرقام.

بل أن العالم اليوم وعلى رأسه زعران أمريكا وروسيا، سقطت من أيديهم مقولة ضرورة التحكم بأيتام السلطنة العثمانية البائدة، بأقليات دينية تكون خنجرا مسموماً في خاصرة الأمة، لمنع قيام أي تشكيل جديد في المنطقة العربية على أقل تقدير. 

خاصة وأن روسيا وأمريكا ويالطا وبحرهم الأسود وجيوشهم ومخابراتهم، باتت جميعها أضعف من مواجهة المتغيرات القادمة.. بل سقطت هي الأخرى وتعبيرات سقوطها، تدور رحاها حربا في أوكرانيا.

ناهيك عن أن كل الجبروت والتكاذب انكشف، فالعصابة قادرة على الدوام على هزيمة الإمبراطورية، وما الهزائم التي منيت بها أمريكا وروسيا إلا مثالاً صارخاً، لا بد من أخذه على محمل الجد.

المهم سورية ستنهض من كبوتها لتعود إلى دائرة الفعل الحضاري، هذا الصقر الذي قسم إلى لبنان وفلسطين والأردن وسورية، عبر أشكال أقلوية وجهوية عميلة، إلى ما كان يسمى الشام وسيبقى الشام إلى يوم تبعثون.