آراء

المطلوب قوى مجتمعية تؤمن بالحرية

بقلم: أيمن أبو هاشم
كاتب ومحامي

كيف نستفيد ونتعلم من حصائل تجاربنا في فلسطين خلال مئة عام من الصراع مع الصهيونية !! ومن المتغيرات العاصفة التي أصابت العالم العربي في زمن الثورات والانتفاضات وتقلباتها الكاشفة!! ومن التحولات الكبرى في العلاقات الدولية والإقليمية بين أقطاب النظام الدولي وتأثيراتها على المنطقة !!

إذا لم نحرر السؤال التاريخي عن معضلة فواتنا الحضاري الرهيب، سنبقى عالقون في متاهة تكرار الإجابات العقيمة عن ذاك السؤال التاريخي المحتجز. فشروط النهوض والتحرر والبناء لا تولد من أنماط تفكير قديمة ومستنفذة وغير قابلة للتطور، ولا تبنيها أدوات تواظب على تزيين الهزائم بوهم الانتصارات. ولذلك فإن التغيير السياسي والاجتماعي لا يتحقق بوصفة إيديولوجية جاهزة، ولا برفع قضية الحرية كشعار بين كتل مختلفة حول مبناها ومعناها.

التغيير الحقيقي يبدأ في لحظة إبصار نور الحقيقة في ميادين الواقع، وبزوغ مشروع جماعي يشق الطريق نحو الخلاص بإرادة صادقة. مثل هذه الإجابة الفارقة والنوعية لا يمكن اقتصارها على ما ينتجه المفكرون والمثقفون من رؤى وطروحات نظرية مستنيرة، بل هي تحتاج بالضرورة كي تتحول إلى قوة عملية دافعة نحو التغيير إلى قوى مجتمعية تؤمن بالحرية والكرامة الإنسانية فوق اي إعتبار مصلحي آخر. فلا يستوي الجمع بين المدافعين عن قيم العدالة والمساواة والخير مع ركب الفساد والفاسدين.

مشكلاتنا كبيرة بحجم انكساراتنا وهزائمنا، ألا يكفي كل هذا الخسران كي تصحو عقولنا وضمائرنا على ما ينبغي أن نصير إليه، كشعوب حرة عصية على الاستبداد والاحتلال والتدجين والاستلاب بكافة وسائل الخداع والتضليل ..