بقلم: أيمن أبو هاشم
كاتب ومحامي
بعد ما جرى للحركات والأحزاب المحسوبة على الأخوان المسلمين، من انقلابات وثورات أطاحت بهم، ومن فشل في إدارة الدولة وسقوط بالانتخابات، ومن تضييع الثورات التي تحكّموا بها..
عليهم إذاً بعد كل هذه الحصائل المأساوية لتجاربهم خلال العشريّة الأخيرة، أن يواجهوا انفسهم اولاً على اختلاف تلويناتهم، بمراجعات نقدية واعترافات صادقة لأسباب الخلل والعطب في بنية خطابهم وممارساتهم وعلائقهم وأدوارهم حيال الشعب والثورة والدولة.
وأن يتبصّروا حجم مسؤوليتهم الوطنية والسياسية والأخلاقية عن تعثر مشاريع التحرر والتغيير في الواقع العربي. هذه المهمة المُلحّة التي يجب أن يتصدوا لها، فيها مصلحة عامة للشعوب قبل أن تكون مصلحة خاصة بالإخوان.
على أن لا ينطلقوا من الخوض فيها، من اعتبارات المظلومية أو بدوافع منصاتهم الإيديولوجية. وهي لا تعني تبرئة القوى والتيارات والأحزاب الأخرى، أو التغافل عن حجم مسؤوليتها فيما وصلنا إليه..
لا فشل بدون ثمن وعليكم أن تدفعوه، لكن الأخطر أن تهربوا من الحقيقة وتتركوا الشعوب هي من يدفع الثمن، فالمطلوب ليس تغيير جلودكم أو استبدالها، وإنما تغيير عقولكم بما يخدم مصالح شعوبكم وأوطانكم ..
