دولي

المرأة الحديدية.. مسار من إعدامات المئات في الأقبية والزنازين المظلمة في بلاد البنغال

عُرفت السنوات الأخيرة من حكم حسينة واجد بإطلاق يد الجيش والشرطة في قمع الخصوم، وإطلاق يد القضاء في إصدار أحكام الإعدام والسجن بالمؤبد، وعشرات السنين، في حين يقضي عدد كبير من السجناء بقية أعمارهم في غياهب الزنازين.

ووصل عدد المعتقلين جراء الاحتجاجات الأخيرة إلى نحو 10 آلاف، كما ازداد قتل المتظاهرين، ومن بينهم -وفق اليونيسيف- قرابة 36 طفلا قتلوا بالرصاص في المظاهرات أو في منازلهم.

ووفق أرقام منظمة العفو الدولية، فقد أعدمت بنغلاديش في سنة 2013 أكثر من ألف شخص، أما في سنة 2023، فقد كان عدد المحكوم عليهم بالإعدام قد تجاوز 2400، ينتظرون حبل المشنقة، أو الرمي بالرصاص، كما وجد الصحفيون والمدونون أنفسهم في مواجهة أحكام قاسية بسبب آراء أو تدوينات تنتقد الحكومة.

وبشكل خاص نالت قيادات الجماعة الإسلامية في بنغلاديش نصيبا غير منقوص من إعدامات الشيخة حسينة، خلال السنوات الأخيرة، ومن أبرزهم:

-عبد القادر ملا، وهو قيادي وسياسي بنغالي بارز، وكان أول قيادي من حزب الجماعة الإسلامية يتم إعدامه على خلفية اتهامات بالتورط في جرائم قتل إبان حرب الانفصال عن باكستان عام 1971. أعدم عبد القادر ملا يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2013 بالسجن المركزي بالعاصمة داكا، بعد أن قالت السلطات إنه أدين في فبراير/شباط 2013 بالتهم المنسوبة إليه وصدر عليه حكم بالإعدام وفقا لذلك.

-علي إحسان محمد مجاهد، وهو وزير سابق وأمين عام للجماعة الإسلامية في بلاده، وقد أعدم يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بتهمة تعذيب وقتل مثقفين هندوس، وقد أعدم في اليوم نفسه الذي أعدم فيه صلاح الدين قادر تشودري، البرلماني عن “الحزب القومي البنغلاديشي” الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء.

-محمد قمر الزمان: وهو قيادي أيضا في الجماعة الإسلامية نفذ فيه حكم الإعدام في الزمان يوم 11 أبريل/نيسان 2015 بالسجن المركزي بالعاصمة داكا، على خلفية اتهامه بالمشاركة في حرب الانفصال عن باكستان والتسبب في مقتل العشرات.

-مطيع الرحمن نظامي: نفذ حكم الإعدام بحق هذا الشيخ المسن يوم الثلاثاء العاشر من مايو/أيار 2016 بتهم بارتكاب أعمال إبادة جماعية والتعاون مع الجيش الباكستاني خلال حرب الانفصال عام 1971، ولم تفلح المناشدات المحلية والدولية للسلطات في ثنيها عن تنفيذ قرار الإعدام.

-مير قاسم علي: أدين هو الآخر بتهم ارتكاب ما وصفتها السلطات بأنها جرائم حرب في أثناء حرب الانفصال عن باكستان عام 1971، وشملت -بحسب المحكمة- قتل وتعذيب مناضلين من أجل الحرية. ونفذ حكم الإعدام شنقا بحق مير قاسم علي في الثالث من سبتمبر/أيلول 2016 في سجن مشدد الحراسة على مشارف العاصمة داكا.


-غلام أعظم: أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، وأدين هو الآخر بتهم ارتكاب “جرائم حرب” في أثناء حرب انفصال بنغلاديش عن باكستان.

وقد توفي غلام أعظم في معتقله يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2014، وهو في الـ89 من عمره، بعد أن حكم عليه بالسجن 90 عاما، قضى منها سنتين في السجن قبل أن يتخطفه ريب المنون.

أبو الكلام محمد يوسف: من أكبر علماء بنغلاديش يحمل لقب “ممتاز المحدثين”، وهي الدرجة العليا في ألقاب علماء الحديث في بلاده، وهو أمين عام سابق للجماعة الإسلامية في بنغلاديش، وأحد رفاق العالم الباكستاني الشهير أبو الأعلى المودودي، وقد توفي هو الآخر في السجن في التاسع من فبراير/شباط 2014، بسبب تفاقم أمراض متعددة.

وإلى جانب هذه الرموز الكبيرة، فقد أعدم نظام حسينة عددا غير قليل من المثقفين والشباب والناشطين، ولكن الأغرب دائما هو قرارها بمصادرة بيوت من أعدموا.

وفي حين أصبحت حسينة بعد سلفها خالدة جزءا من ماضي البنغاليين الذين ركلوا بكل نضال وتضحية حكما يرون أنه جثم على صدورهم طيلة العقود الماضية، وبدؤوا تاريخا جديدا مع إعلان قائد الجيش “وقار الزمان” استقالة حسينة، لتبدأ صفحة جديدة من زمان بنغلاديش المضمخ بالحروب والدماء، وحكم السيدات الحديديات.