آراء

الكل واحد.. لا تغريك الجغرافيا

عن أي اللحظات يمكنك ان تتكلم، عن اللحظات التي تتناسل بعضها سلاسلات من وجع؟ أم عن تلك اللحظات المغمسة بالرعب من ذاك المشوه، الذي كان وما يزال يسمى مخبراً؟

لا تغريك الجغرافيا ولا يغرنك جمال الحديقة، فللخضرة شكلاً آخر، تبهر الناظر ليس أكثر.. والقيم هي القيم ذاتها عند آدم وبنيه.. الغيرة والحقد والحسد والتكاذب.. والظاهر الجميل وحسن المعشر، والباطن القبيح الذي يعجز عنه الأبالسة، لحظة رسم المؤامرة والخسة.

كنا بالأمس نقول، لا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم، كانت تمر عفو الخاطر دون أن نتوقف لحظة للتأمل في المعنى.. لكن التجربة هي وحدها من يدفعنا للوقوف والتأمل رغماً عنا.. فالإنسان واحد على وجه الخليقة لا يمكن أن يغيره اللون والعرق والدين ولا حتى الطبيعة، إلا بالمظهر الخارجي وبعض من سلوكيات، لم تكن الأصل في إطلاق أحكام القيمة..

فلا المدينة ولا القرية ولا البراري والغابات والصحاري، قد تغير بالأمر شيئاً، بقدر ما هو الوعي الذي يسبق الإيمان والمعرفة التي تكتسب الحقيقة رزقاً، أكثر من الغنى الفاحش الذي يتربع على تلال من الذهب والفضة.

الكل واحد، والنفس هي ذاتها وحب الأشياء والرغبات والتغني بها ذاته، وإن اختلفت اللغات، لكن الهدف والمعنى توأمان حقيقيان، لا ينفصم عراهما.. فالوعي أصل الإيمان بالشيء والمعرفة سر خلود الأشياء..