آراء

القادم أعظم والحلول ليست بيد أحد

بقلم: عبد الكريم محمد

لقد تعود الكثير منا على مقولة الحل بيد الأمريكان والحق على الطليان.. بل أكثر من ذلك، أن الفهم عندهم والفلهوية، تبدأ في طرح القضايا باعتبارها مؤامرة، دون ذلك بساطة وغباء وسطحية في التفكير.

ليس مهماً ما يفكر به  ذاك البعض، خاصة الذي يعتبر أن المظلة الخارجية، والعصابة الداخلية هي من تحافظ على أمنهم واستمرارهم بل واستقرارهم، ودون ذلك كلها ترهات لا معنى لها، ولا شيء يحققها واقعاً على الإطلاق.  

لهؤلاء الفطاحل بعلم السياسة والاجتماع، صانعي السياسات الاستراتيجية نقول، عليهم أن يبحثوا عن سرّ غياب الامبراطويات وانهيارها.. لكن بشيء من التدقيق والنباهة والتواضع، حتى يستخلصون الحقائق، التي تقول أن من ينهي حياة الأحصنة الذباب وبعض من الحمات الراشحة..

ومن يقتل الوحوش بعض من الفيروسات غير المرئية التي تصيب الأدمغة والعقول قبل الأجساد القوية مقتلاً.. بل أن كل الاصحاء والأقوياء يحملون بذور فنائهم في داخلهم..

بالأمس القريب كان بريطانيا التي لا تغيب شمسها، إمبراطورية لا يمكن لأحد رسمها على الورق أو الخرائط، بموازاة أمريكا العالم الجديد الذي يقبع خلف المحيطات، والذي يعيش أقبح ما ممكن أن يمارس، إن كان لجهة ارتكاب المذابح ضد السكان الأصليين للبلاد، أو لجهة ممارسة التمييز العرقي والعنصري والديني.

هؤلاء اليوم يهزمون سوية، من مناطق النفوذ والمحميات، على الرغم من امتلاكهم كل أسلحة القتل والدمار، التي تكفي لتدمير العالم 7 مرات أو ما يزيد..

المهم بالأمر، أن السنن الكونية قائمة على موت الأقوياء، أمام ظهور قوى ناهضة قد يسميها البعض الشعوب الشابة، صاحبة فائض القوة، القادرة على اختزال عامل الوقت.

ونحن بدورنا نقول، كل شيء قائم لا يمكنه أن يبنى ويستمر، إلا على قاعدة التغيير، وأن الحركة تنمو على حساب السكون لتتحول إلى متغير سرمدي.. وأن القادم ليس بعد عشرات السنين، بل بعد سنوات قلائل، ستتغير كل المفاهيم، لتحل محلها مفاهيم أخرى..

وأن ما يسمى بالأمن والاستقرار مجرد نظام آني أو مقولة نسبيه، تخدمها بعض التباطئ نحو التغيير لا أكثر، أو لجهة تنظيم الخطى والأهداف وحسب.. أي أن البطء مجرد سلوك وظيفي مؤقت، يؤسس لعملية المتغيرات الكبرى غير المتوقعة..