آراء

القاتل الدنماركي  لديه مشكلة عقلية.. أما العرب والمسلمين فهم على الدوام إرهابيين

بقلم: عبد الكريم محمد

إنها الكذبة الممزوجة بالتذاكي الممض والمقيت، ما أن يطل قاتل بسيفه العنصري وببندقيته الحاقدة على كل شيء، حتى تسارع الشرطة بتبرئته من الفعلة الإجرامية العنصرية، باعتبار المجرم لديه سجلاً في الصحة العقلية والنفسية.. حتى لكأني  بت أخال أن كل الغرب مختل عقلياً، خاصة في ظل تنامي العنصرية والحقد على الآخر الملون..

لكن السؤال ماذا لو كان هذا المختل مسلماً أو من لون آخر؟

بكل تأكيد التهمة جاهزة، أن المسلم إرهابي ومتهم على الدوام، والمطلوب منه أن  يقدم حسن السلوك في كل لحظة، وأن يحاسب نفسه على الدوام، انطلاقاً من مقولة “رحم الله إمرء عرف قدره ووقف عنده”.. العالم والشعوب كلها على وجه الأرض، تمتلك قسطاً لا يستهان به من التطرف والعنصرية.. وأن من ينمي هكذا قيم خارجة عن المألوف الإنساني، هي الدول التي تختلق حالة من العداوة مع الآخر، لدرجة يصل معها شعبها إلى قناعة مطلقة بأن كل البشرية أغياراً..

بل أن من يسيّر الأساطيل في عرض البحار والمحيطات، بحثاً عن الغنيمة والسيطرة ونهب  مقدرات الشعوب، هو من يؤسس للعداوة بين الشعوب، وهو من يشجع على تنامي الكراهية التي ستوصل في النهاية إلى الإرهاب..

وأن سباق التسلح والصناعات العسكرية للصواريخ العابرة للقارات والأسلحة النووية، هي وحدها التي تهدد أمن البشرية على كوكبنا، وهي من يخلق حالة عدم التجانس والتنافر بين الشعوب ويزيد من الكراهية بينها..

لم يعد الكوكب يحتمل الولوج أكثر في هكذا سياسات جهنمية، تؤسس للكراهية وإعادة الدورة مرة أخرى للاستعمار من نوع آخر، بذريعة الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.. فالسلم والأمن الدوليين يحتاج إلى سياسات متوازنة بعيد عن قيم وأخلاقيات الغنيمة والنهب المنظم.