بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
بعد نشر الفرقة الرابعة لحواجزها على المعابر الحدودية الشرعية وطرق التهريب وعلى الطرق الداخلية السورية وتحكمها بطرق المواصلات.. تؤكد مرة أخرى على تعدد مهامها ليس بوصفها كأدة قتل وإجرام وإخضاع وتسلط؛ بل وسيطرة على رقاب الشعب السوري للمحافظة على النظام الطائفي المجرم وكرسي الحكم لبشار الأسد وعائلته.. لتنتقل إلى السيطرة المطلقة على الواقع الاقتصادي والأمني.فمن الناحية الأمنية أنشأت فرع أمني خاص بها بما يسمى أمن الفرقة الرابعة كذراع أمني يدار وفق رؤية قائدها ماهر الأسد لتمارس قبضتها الأمنية على السوريين ومقدراتهم وأملاكهم.. ومن الناحية الاقتصادية ومع الهشاشة والهزل الذي أصاب الحياة الاقتصادية العامة للبلاد دخلت هذا المجال مدعومة بصلاحيات واسعة وبنفوذها الكبير المتمتعة به، لذا تحولت حواجزها لجبي إيرادات مالية كبيرة توزع على قائدها صاحب الحصة الأكبر وعلى من على الحواجز..
مع العلم بأن الحواجز تحولت لمصادر دخل للقائمين عليها وأصبحت تباع وتشرى بمئات ملايين الليرات السورية أدناها بثلاثين مليون واعلاها تفوق مئتي مليون وأكثر حسب أهمية ومركز واستحكام الحاجز وعائديته.. ناهيك عن تورط قائد الفرقة ماهر الأسد بتجارة وتصنيع وتهريب وترويج المخدرات، التي تسهل سلطته و نفوذه في عملية النقل والمرور والتهريب.
بالإضافة لما يحتاجته السوق الداخلي من محروقات وغيرها الكثير الكثير، بما فيها تجارة البشر وتهريبهم عبر حواجزهم الداخلية والحدودية.. أما مكتب الأمن الوطني فلقد قونن هذا النفوذ ودور الفرقة الرابعة من خلال تعميم توجيهي بأن يكون الفرقة الرابعة دورا رئيسيا في أي حاجز أو معبر شرعي أو غير شرعي حدودي.. وبالطبع أثناء تواجد ممثليها على هذه النقطة أو تلك يكون لها الدور الأبرز والسلطة الأوسع لتوجيه الحاجز أو المعبر، وفقا لمصلحة و توجيه قائدها.
لذا نستطيع القول بأن الفرقة الرابعة تحولت أمنيا لشق أمني صاحب النفوذ الاكبر واقتصاديا تحولت للعب دور اقتصاد الظل الموازي لدويلة المزرعة، الذي يمكنها من تأمين عائدات اقتصادية ضخمة تصب في المجهود الحربي للعصابة الحاكمة القاتلة المجرمة و تراكم الثروات الطائلة التي لا تدخل ميزانية الدولة و تمكن العصابة الصمود لبعض الوقت في ظل فساد مستشري عام أكل الأخضر واليابس وحولها لانقاض متهالكة تتداعى للسقوط.
نعم الفرقة الرابعة تسيطر على المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية وتمارس التهريب من والى سورية بالمخدرات والبشر والمحروقات وكل ما يمكن الاستفادة منه.. ويشكل عائد مالي لها و بالتالي لرأس العصابة القاتلة المجرمة، الذي وصفه الرئيس بايدن ببابلو أسكوبار الكبتاغون والمخدرات الذي ينفث سمومه في كل أرجاء العالم ويشكل تهديدا للأمن القومي لدول العالم من خلال ممارساته الخارجة عن القانون بعد أن أرتكب أفضع الجرائم الوحشية بحق الشعب السوري قتلا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا و..