قالت لي.. انتظرنا يا صديقي.. فنحن من نصدقك القول.. سنعبث بالعش خراباً.. وسنقلب واطيها عاليها.. بل ستحولها كومة من حجارة..
هي هكذا قالت لي.. لأول مرة كانت نبرة صوتها تشبه نبرة حناجر الرجال.. لدرجة أخذني الشك بعيداً بالمتكلم، يا ترى هي أم أن ثمة واحداً آخراً انتحل صوتها ولم يجد مهنة الانتحال؟!
العصفورة هدأت واستكانت ليعود صوتها ثانية لخلده.. سألتها ما الخطب، لم كل هذه العصبية وكأنك في معركة مع عدو؟!
أجابت يا صديقي طاف الكيل، ودخلنا في معركتنا الوجودية، إما نكون أو لانكون كما قالها “شكسبير”، إما نحن وإما هم..
حقيقة أنا كمن يرش على الموت سكراً.. بهدوء، أتصور يا صديقتي هذه المرة هم، وستعودون كالأرانب إلى جحوركم خلف الأطلسي، وأجمل ما يمكن أن تفعلونه العودة من جديد لهوليود، لتنتجون أفلاماً لرعاة الكابوي من نمط جديد.. علكم تشدون المشاهدين مرة أخرى لنمط الحياة الأمريكية..
ولا تنسين أيتها العصفورة الجميلة، أن تتعلمي لعبة الهوكي، وركوب الأحصنة غير المطبعة، أي التي لم تألف السرج على ظهرها بعد..
بعصبية وقهر، وضيق صدر من تهكمي الذي يثيرها، يجب أن تعلم يا صديقي، أننا عدينا العدة واتخذنا القرار بأننا سنغير وجه الأرض، وسنعيد كتابة التاريخ، لأننا وحدنا من سيكسب الجولة.
أجبتها وأنا أضحك بصوت عالٍ، لقد تغيرت الأزمنة وتغير معها البشر، وسبحان مغير الأحوال، لم يعد يتماشى الخمر مع الأمر، فقد حطت الحروب الكبرى أوزارها، وكل كلب كما يقول المثل “على مزبلته صياح”..
القادم سيحدد حتى قيم البشرية على هذه الأرض، وكل ما تقوليه بأنك لبست الدرع ولباسك الميداني، لن يقدم ولن يؤخر بالأمر شيئاً.. النصر لمن يصل الميدان أولاً.. وهناك من وصل الساح قبلكم ليحولها وغى.. دعك من العصبية الزائدة.
الثقة المتبادلة أساس كل شيء، وأنتم فقدتم مصداقيتكم عند كل شعوب الأرض، بما في ذلك شعبكم، ولم يعد أحداً من أصدقائكم يثق بكم..
بحنق سأتحداك، أننا سنقلب ظهر المجن، وسيكتشف القاصي والداني، العدو قبل الصديق، أننا سنعيد كل شيء إلى نصابه.. وباللهجة العامية، ليك يا صاحبي رح تشوف.