آراء

العصابات لا تحرر أوطاناً

بقلم: عبد الكريم محمد

أياً يكن شعار العصابة منمقاً مرسوماً بأجمل الألوان الزاهية، لا يمكنها أن تبني أو تحرر وطناً أياً يكن شكل هذا الوطن.. حتى لو كان يساوي جحر أفعى.

العصابات هي من يهدم الأوطان ويسرق من الناس أمنهم وكرامتهم ليأتي على لقمة عبشهم.. تماماً كما هي العصابة الطائفية الحاقد المحتلة لدمشق..

فلا الشعار الديني ولا القومي ولا الأممي الشيوعي، يمكنه أن يغطي إجرام هذه العصابة، التي عاثت في الأرض فساداً وقتلاً وخراباً.

هذه العصابة وغيرها من العصابات التي فرزتها لنا اتفاقات يالطا، بتحالف بوط المارينز وبوط الجيش الأحمر العظيم، أخذت البشرية جمعاء ليس إلى الخراب بل إلى الجحيم.. بل لا تزال ممعنة في أخذ البشرية حقاً إلى الجحيم..

اليوم كما بالأمس، يظهر القبح بأبشع صوره، يظهر البقبح لتكون عليه دماء الشهداء دماء المظلومين شاهداً حياً، بجيوش من المنكوبين والأرامل والأيتام..

نحن الفلسطينيون أو حفنة من الفلسطينيين لا يهم، نقولها بالمفم الملآن، كل من وقف وساند أو صمت على جرائم القتلة في دمشق وتل الزعتر وحصار مخيمات بيروت، وتدمير مؤسسات شعبنا الفلسطيني التي بنيت بالدم، هو مجرم شريك بكل هذا الإجرام.

وكل من يحمل قناعة بأن بقعة طاهرة مثل القدس وفلسطين، سيحررها هؤلاء الأوغاد، هو خب وغبي ومتخلف، لا يحق له أن يتمنطق ببنت كلمة.. فالطهر يحتاج الطهر، والقذارة تحن لأهلها.. ولا يمكن أن يلتقي الخير مع الشر، في إعلاء مكانة وشأن الخير..

أي مسلم تذرع، أياً يكن، باستخدام كلام الله ورسوله على غير هدى، هو ليس مسلماً، بل هو مجرم منحط خارجي لأنه يناصر الباطل على الحق، بحثاً عن فتات كما الفئران.. وأي صاحب فكرة أو فكر يقف مع الإجرام، فهو مجرم وعلى قدم المساواة مع ما يمارسه المجرمين.. وفكره فكر إجرامي ويجب محاربته.

لا يوجد منزلة بين منزلتين، إما أن تكون ناصراً للحق، أو تكون من أهل الباطل مجرماً قذراً أشراً.. القدس لا تنتظر القتلة والجرمين لتحريرها من ربق الاحتلال، القدس تنتظر بشراً يقيمون العدل ولا يقبلون بالظلم ولا يظلمون..

نحن لسنا بحاجة لكي يحررنا مجرم ليجلس على أريكة المجرم، الذي كان جاثماً على صدورنا.. فلا يهمنا أن يأتي المجرم علوشي أو عمورة أو ابن هذا الدين وتلك العقيدة القائمة على قيم القتل، ليجلس على أريكة المجرم إبراهام، إن كان في دمشق أو القدس أو بيروت أو أية بقعة على هذه الأرض..

نحن من يتوق للحرية، ويحبها أن تغطي وجه الأرض برفقة العدل، ونحن من يؤمن بحرية الاختيار حتى لو كان كفراً، لنقدم مثلاً في العدالة على هذه الأرض.. دون ذلك يصبح الكل إبن لشريعة الغاب، التي تسمح للقوي المفترس، أن يأكل الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، سوى جسده الغض الذي ينهش في البراري.