آراء

العرب يفتقدون القدرة على بناء الدولة الوطنية ويعيبون على طالبان


بقلم: عبد الكريم محمد

أخطر ما يمكن أن القُصّر يعيبون على من هو أكثر منهم مسوأة، حتى يظهرون بمظهر القادر والمتحضر والواعد.. فالعرب جميعاً ومن دون استثناء، عجزوا عجزاً مطلقاً في بناء الدولة الوطنية.. وأنهم ما يزالون يعيشون في زرائب وحظائر ما قبل الدولة الوطنية .. يسميها بعضهم زوراً بالممالك والمشيخات والجمهوريات والإمارات، والأمر حدث ولا حرج.

هؤلاء من يطلقون على أنفسهم دولاً، هم كما أية عصابة مارقة على وجه الأرض، لأنها تحاكي بشكلها وسلوكها العصابات المافياوية، من خلال قيم عشائرية وجهوية وطائفية وأثنية، محمية بمجموعات من القنلة والزعران وشذاذ الآفاق، ممن يسمون بحراس الأوطان من العسكر والمخابرات واللصوص والقتلة…

هؤلاء يضعون دساتيراً تتخذ من الاسلام ذريعة، باعتبارهم مسلمون فقط لتحليل اقامة الحدود في القتل والإجرام لكم الأفواه.. ليعيبوا على عصابات الحشيش والمافيا العالمية سلوكهم، بل هم أقل سبيلا.. وعلى الدوام يبحثون عن قوة يرى فيها العالم خطراً، ليجعلوا منها شماعة نجاحهم في بناء الأمن والاستقرار في زرائبهم..

السؤال بماذا يتميز السيسي أو ابن سلمان أو ابن زايد أو ابن حافظ، أو نظام التوافق الطائفي عن طالبان؟

الكل يستند إلى قيم طالبانية وداعشية وقاعدية، من خلال الإيدولوجيا التي يتغنى بها، حتى وإن كانت علمانية، أي أنها تصب في ذات المنحى وإن اختلفت الشعارات، والسمة الأساسية محكومة بالفساد والجريمة والقتل وغياب سيادة القانون، والتخريب المنظم.. وببناء العصابات لا أكثر.

لكن السؤال الأهم، من قال أن الديانات نادت ببناء الدول؟
 
ولو كان ذلك، هل يستحي الله عز وجل من خلقه أن ينزل على أنبيائه بضرورة بناء الدول الدينية؟
المهم بالأمر، طالبان كما كل هؤلاء، وكما الغرب المتوحش على هيئة شركات استثمارية وأمنية مدعومة بقوة التكنولوجيا الجهنمية، فالأخلاق لا تتجزأ..  من يري بضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان، عليه أن يتخلص من مفاهيم القوة والضعف، ليقيم علاقات متوازنة تقوم على احترام الحقوق والحريات وحسب.