اعمال

العراق: عرقلة حكومة السوداني تمويل الفصائل المسلحة “نوع من الخيال”

أكد عضو الميثاق الوطني العراقي، عبد القادر النايل، اليوم الخميس، أن السلطات الحكومية في العراق غير قادرة على عرقلة تمويل الفصائل المسلحة تلبية للرغبات الأمريكية.

وقال في حديثه لـ”سبوتنيك” إن “الفصائل أسست لنفسها مصارف أهلية خاصة وشركات تحويل مالية، فضلا عن شراكات بقوة السلاح مع رجال أعمال ومكاتب اقتصادية في المناطق المنكوبة بعد تنظيم “داعش”، مما يجعل مهمة الحكومة صعبة إذا كانت صادقة مع طلب أمريكا لها”.

وتابع النايل: “لكنني أؤكد أن الحكومة هي من تدعم هذه الفصائل، بدليل أنها دعمت تأسيس شركة بـ100 مليون دولار وجعلتها شركة حكومية تنفذ اعمال كبيرة، ومنها ما تعمله هذه الشركة في بادية السماوة، فضلا عن سيطرة هذه الفصائل على المنافذ الحدودية التي تشكل المصدر الثاني بعد النفط للدولة”.

وأضاف عضو الميثاق الوطني، أن “المنافذ الحدودية تدر مليارات الدولارات، ولاسيما أرصفة ميناء الفاو التي تتحكم حتى بجنس البضاعة والدول التي تستورد منها”.

وأردف النايل أن “الحديث عن عرقلة تمويل الفصائل من جانب حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بناء على رغبات واشنطن أراه نوعا أو ضربا من الخيال، نظرا لأن الفصائل المسلحة تمتلك إمبراطورية مالية كبيرة”.

وأشار عضو الميثاق الوطني إلى أن “تعهدات الحكومة العراقية لأمريكا هو لكسب الوقت، حتى يتم ترتيب وضع الفصائل من حيث تغير استراتيجية استحصال الأموال من البنك المركزي أو المالية العراقية، حتى لا يتعرضون لعقوبات أمريكية بسبب تتبع الدولار ورصده، وهذا سيحرج حكومة السوداني بعد فشلها في السيطرة على المنافذ المالية المتنوعة للفصائل كونها مرتبطة بالإطار التنسيقي وتمتلك واجهات متنوعة”.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية إن واشنطن تتوقع أن تساعدها الحكومة العراقية في عرقلة تمويل الفصائل المسلحة في البلاد، وذلك بعد هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة أمريكية في الأردن، وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة عشرات آخرين.

وقال المسؤول الأمريكي – والذي طلب عدم الكشف عن اسمه – أن “هذه الجماعات تستفيد من – وتستغل – العراق وأنظمته المالية وهيكله المالي من أجل استمرار هذه الهجمات، وعلينا أن نتعامل مع ذلك بشكل مباشر”.

وتابع: “توقعاتنا في وزارة الخزانة أن هناك المزيد الذي يمكن أن نفعله معا لتبادل المعلومات وتحديد كيفية عمل هذه المليشيات هنا في العراق”، بحسب “سكاي نيوز عربية”.

ويعتمد العراق، وهو حليف نادر لكل من أمريكا وإيران، ولديه احتياطيات تزيد عن 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، بشكل كبير على حسن نية واشنطن لضمان عدم عرقلة وصوله إلى عائدات النفط والموارد المالية.

وتشن الجماعات المتحالفة مع إيران هجمات على أهداف إسرائيلية وأمريكية من لبنان واليمن والعراق وسوريا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأعلنت الفصائل المسلحة العراقية مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوما على القوات الأميركية في المنطقة منذ ذلك الحين.