آراء

العالم يفتقد للنزاهة.. بجنوحه نحو المؤامرة والدسيسة

بقلم: عبد الكريم محمد

يتشدق البعض في وسائل الإعلام في نقده لعقلية المؤامرة، وكأن العالم مبني على المصداقية والشفافية والنزاهة.. بل يذهب هؤلاء الحفنة من البشر، لتقديس سلوك الأفراد والنظم والأحزاب والجماعات على اختلافها.. باعتبار أن كل ما يقوم به هؤلاء من أعمال يستند إلى المساعي الحميدة الخالصة،  التي تصب في خدمة البشرية وحسب..

من جهة أخرى عندما تظهر بشاعة تصرفات القوى والأحزاب والدول، يلتف هؤلاء بكل اسفاف ووقاحة على ما يقال، بترداد المقولة  المبتورة، الحكومات والأحزاب وغيرها ليست جمعيات خيرية، وأن العلاقات تقوم على المصالح..

دون ان يكملوا ما يجب أن يقال، أو يجيبوا على السؤال الأهم في المعادلة، ماذا لو اقتضت الضرورة انطلاقاً من الحفاظ على المصالح، بتعميم الخراب والفساد في هذه البقعة من العالم أو تلك؟!

المهم بالأمر، أن العالم مذ خلق آدم وإلى يومنا الذي نعيش، بل وحتى قيام الساعة، سيبقى يعيش على المؤامرة والدسيسة والخسة والذرائعية المقيتة، التي تشرعن القتل والخراب والجوع والفاقة.. وأن الأقوياء سيجمعون ثرواتهم ويبنون حضاراتهم الزائفة المجوفة، على حساب الضعفاء على هذه الأرض..

وسيسطرون التاريخ وينتجون الأفكار والثقافات والقيم عند الرعاع، انطلاقاً من ديمومة سيطرتهم وتأبيدها، وهذا ما يعرفه العالم وتعرفه البشرية، في كل مراحل تاريخها السابقة والآنية واللاحقة، ودون ذلك كل ما يقال عن الأخلاقيات والشعارات أياً تكن الأيديولوجيات المستثمرة أو المستخدمة، ليست سوى عمليات يسعى أصحابها في حشد غثاء السيل من خلال غسل عقولهم، بكم هائل من الشعارات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.

على كل، المؤامرة هي الأداة التي تقاد البشرية من خلالها، وأن الطريق إلى جهنم مزدحم بأصحاب النوايا الحسنة والطيبة، وكل من يفكر بغير ذلك، عليه التنازل عن عنجهيته وكبريائه، لكتب التاريخ الموغلة في القدم حتى هذه اللحظة، على أقل تقدير، ليخرج بعد ذلك على وسائل الإعلام ويخبرنا عن ما توصل له، بشيء من الصدق وبعيداً عن المغالاة والصفاقة والتلفيق.