آراء

العالم يجنح نحو البلطجة

بقلم: عبد الكريم محمد

صحيح أن شعارات المساواة وحقوق الإنسان ومواجهة التمييز بين الأعراق البشرية والعمل لوأد الفوارق في الحقوق بين الرجال والنساء.. لا تفارق مسامعنا على الإطلاق. إلا أن الشعارات تبقى مجرد ظواهر صوتية ليس لها ما يحققها واقعاً.. وأن العالم بكليته يجنح نحو البلطجة بأبشع صورها..

خاصة وأن الدول المهيمنة راهناً على مقدرات البشرية جمعاء، تفتقد إلى القيم الإنسانية الخلّاقة منذ اقتسامها النفوذ، انطلاقاً ليس من الثقافات الخلّاقة والقيم الإنسانية التي تتحلى بها، بل لكونها دول نووية مهيمنة تفرض شروطها على البشرية انطلاقاً من قدرتها على تدمير الحياة على هذه الأرض وحسب.

أي أن الدول الخمس الدائمة العضوية بالأمم المتحدة وما تبعها من دول في دخول النادي النووي العالمي، هي دول تفتقد إلى القيم لأنها تقيم علاقاتها على أساس مما تمتلكه من قوة الدمار وليس انطلاقاً من الرسائل الحضارية التي تفتقدها أصلاً.

فكل ما يقال عن العدالة والتوازن في العلاقات الدولية البينية وحقوق الإنسان والديمقراطية، مجرد شعارات كاذبة يسوقها هؤلاء لتكون جسراً يوصلهم إلى أهدافهم الجهنمية في ديمومة إخضاع الشعوب توطئة لنهبها لا أكثر..

نحن بدورنا نقول، كل من يمتلك أسلحة نووية ويسعى جاهدا لزيادة قدراته الهدّامة في هذا المضمار، هو أكبر إرهابي على وجه الأرض، وأن كل الإرهاب دون ذلك هي تفريخات صغيرة أو قل إرهاصات وأضغاث أحلام لا تذكر، أمام قوة وهول الإرهاب النووي وسباق التسلح..

بل ندرك أن الإمبراطوريات كانت تحمل بعداً ثقافياً في الماضي، رغم المظالم التي كانت تحل بالبعض من رعاياها، أما الدول النووية لا تحمل معها سوى التهديد والوعيد بفناء البشرية لا أكثر.. وكل شعارات الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، تقع في حدود ما يصبّ في طاحونة مصالح هؤلاء، وحدهم دون غيرهم..