آراء

العالم يجنح نحو الانقسام

بقلم: عبير شهابي

هذه هي طبيعة الأشياء، أن كل شيء قابل للتغير والتبدل، حتى الأجسام الصلبة تخضع هي الأخرى للعوامل الطبيعية التي تغير في شكلها ومضمونها، وأن التغيرات سمة الحياة، بمعزل عن ما يراه البعض نحو الأفضل والبعض الآخر نحو الأسوأ، انطلاقاً من مصالح هذا وذاك البعض.

اليوم يشهد العالم بعد سنوات تجاوزت سبعة عقود، حالة من التغيرات المذهلة، التي لا يمكن لأحد على وجه الأرض أن يحدد صيرورة تغيّرها، أو يرسم الشكل النهائي لما ستؤول إليه في نهاية المطاف.. المهم بالأمر أن العالم على هدى ما يجري، يجنح نحو الانقسام بشكل لم يسبق له مثيلاً من ذي قبل.

فقد كنا نقبل الكثير من المقولات، بأن المحفل الذي كان يقود العالم واحداً ونؤمن باستحالة الانقسام، وإذا ما تعددت المواقف، كنا نعتبرها مجرد وجهات نظر أو اجتهادات، لا يمكنها أن تخرج عن المألوف المتوافق عليه في نهاية المطاف.. 

أما اليوم فقد خرج العالم بكليته عن المألوف، ليعيش حالة من عدم الثقة وفقدان اليقين، وأن ما ينتظره تغيرات هائلة لا تقوى قوة على مواجهة هذا التغيير، وأن الموضوعية تكمن في القدرة على التساوق برشاقة مع ما يجري من متغيرات.

دون ذلك سنرى الكثير من الدول العظمى عرضة لكل أنواع الخراب أقلها الانقسامات، التي ستشهدها آجلاً أم عاجلاً.. وأن كل ما يقال عن قوة هذه الدولة أو تلك، مجرد أضغاث أحلام ليس إلا.. ولعل الحرب الروسية – الأوكرانية، هي مقدمة للقادم في القارات الثلاثة أوروبا وآسيا وأمريكا..