بقلم: عبد الكريم محمد
الكل ينطلق في رؤيته أو تقيميه لأية مشكلات دولية، أنها مفتعلة ومسقفة وهادفة، وأن كل ما يجري هو مجرد رشاقة في إدارة الآزمات لا أكثر.. حتى أصبحت مقولة أن العالم واحد وقيادته واحدة، والفئة القليلة هي من يسوس البشرية، نحو الهدف التي ترتئيه..
بل توجهاً عاماً بدأ يغزو الشعوب بكليتها، أن ما يخطط له من قبل العصابة الدولية الحاكمة، هو وحده قدراً للبشرية جمعاء.. منهم من يعتبر هذه العصابة تتكون من سبعة ومنهم من يعتبرها تتكون من تسعة والغالبية العظمى تعتبر أنهم بمثلون إحدى عشرة شركة أو جهة، بمعزل عن التسميات..
هذه المعتقدات والقناعات، تشكلت في لحظات فارقة في حياة الأمم والشعوب، وقفت خلف تشكلها مؤسسات سياسية وإعلامية مدعومة بشركات ما فوق قومية، هدفها تحويل البشرية عبر إدخال اليأس للعقول قبل النفوس، بأن كل شيء يخرج عن ما ترسمه هذه الدوائر مآله الفشل لا محالة..
بدورنا نقول، أن كل هذه المقولات وكل ما ينتج عنها من سلوكيات جهنمية، لا يمكنها أن تكون قدراً لحياة الشعوب والأمم، وأن التغير سمة الحياة على هذه الأرض، وكل شيء مهما عظم شأنه يحمل نقيضة أو فنائه في أحشائه..
وأن أية جماعة حزبية صادقة متماسكة، محمولة على قيمة أيديولوجية، أقوى من كل ما يشاع ويقال، بل أن كل قوة التدمير التي صنعتها البشرية، لا يمكنها أن تنتصر على جماعة أو شعب، عقد العزم على بناء مستقبله بنفسه، بعيداً عن الشروط والإملااءات التي تفرضها القوى المهيمنة، أياً بلغت جبروتها وقوة قهرها..
المهم أن شيئاً جديداً بدأ يظهر للعلن، وسيحمل هذا الجديد الكثير من المتغيرات.. أقلها غياب دول وإمبراطوريات عظمى، لتحل محلها دول إقليمية أكثر قدرة على صياغة المستقبل على المدى المنظور..
الأيام القادمة، وحدها من سيجيب على كل المقولات والهواجس والتكهنات.. ونحن بدورنا ننتظر القادم بكل ما يحمله من آمال وآلام، دون أن نقوى على خدشه ولو بقلم من رصاص.