آراء

العالم بين مرحلتين فاصلتين.. والباقي هراء

بقلم: عبد الكريم محمد
بكل جدارة واقتدار دخل العالم عبر كومة الخراب والمداء الأوكرانية، إلى مرحلة كان البعض يتخوف منها، لأنه يستبعد فكرة المؤامرة، انطلاقاً من أن الصراعات تبدأ أتونها من صنيعة طهر المتطهرين.

اليوم وبعد أن تجرأت روسيا على الشروع في اشعال نار حربها في أوكرانيا، بفعل التوافقات السرية التي أحيكت بالخفاء بين الروس والأمريكان، سنشهد إعادة ترتيب الجغرافيا – السياسية للعالم أجمع..

ظناً منهم أن كل ما رسم على أوراق الحرب العالمية الثانية، يمكن إعادة تغيير ألوانه مع بعض من المحسنات اللونية والزركشات للوحة المخزية، التي كانت قد رسمت في يالطا.

المهم لنا أن نوضح، أن أوروبا لا يمكنها أن تبتلع الطعم ثانية، بذريعة حمايتها من بوتين، كما جرى بالأمس القريب، عندما كان الشعار التخلص من دول الحلف النازية والفاشية.. لينتقل مركز القيادة الدولية الخشنة للولايات المتحدة، تحت غبار الغيوم النووية في اليابان.

وأن تركيا المريضة ومعها كل الشعوب الإسلامية قاطبة، لم تعد تخاف عدم القدرة على الحفاظ على الهوية، لتكون موطئ قدم للقادمين دونما استئذان..

أما الصين فقد نسيت عصر الاستعباد الياباني، لتعيد إحياء ثقافتها القديمة، وتخلق الكونفوشيوسية من جديد عبر الاستحواذ واسترجاع الهوية من حضن الرب هيروهيتو، لتخلق لنفسها ديانة رغم التباسها، تعطيها صفة القوة والاقتدار، بعيداً عن الرعاية الخارجية.

المهم بالأمر، ما كان يسمى بالأمس الحاجة للأقوياء، لرسم الجغرافيا على ظهور الضعفاء، قد ولت وأن بوتين سيعود للحضيرة الأوروبية غربية كانت أو شرقية.. وسينقلب على حليفه الأمريكية خلال الأسابيع القادمة وليس الأشهر القادمة..

بعد ذلك ستتحدد المراكز للخمس قارات وليس لقارة على حساب القارات الأخرى، الجمل مات بالضربة القاضية، غباءاً أو ذكاءاً ليس مهماً، المهم ستجتمع قبائل الثعالب لتقتسم الغنيمة، ولن يكون للدولار فضلاً على العالم بعد الآن..

وأن التكنولوجيا أصبحت سلعة تتناقلها الشعوب، ولم تعد حكراً على أحد، وصناعة الدواء والغذاء باتت مهنة كما المهن البائدة.. والأسلحة لم تعد تخيف كثيراً، عندما تخاف الجيوش مِن مَن يعشق الموت أكثر من الحياة، والتجارب أكثر من أن تحصى..

وبدلاً من ذوبان الثلج على جنبات المرج، أصبح ذوبان جبال الثلوج في الشمال يهدد بغمر يابستها بكل ما تمتاز به من إطلالات جميلة على تلك الشواطئ.