آراء

الطهور في أوكرانيا والعرس قريبا في سورية

بقلم: عبد الكريم محمد

لا شك أن ما يشهده العالم أجمع ليست مشاهد من فيلم سينمائي أو فصل من مسرحية، كما يحاول البعض افهامنا إياه بذريعة المعرفة بالسياسة وعالمها.. قبل كل شيء السياسة مثل الدين، الكل يمارس مهنة الإفتاء.. بل الكل عارف في خفايا الأمور ادعاءاً لا واقعاً بطبيعة الحال..

الأدهى من ذلك أن الخبر الطائش هو الحديث الصحيح في استناد هذا البعض على تفسيره لما سيحدث غداً أو بعد الغد.. وإذا ما نوقش أحدهم مباشرة يقول قال فلان صاحب العقد والحل بل وشيخ الطريقة، التي لا يلامسها الباطل.

المعرفة ليست حكراً على أحد، بكل تأكيد، لكن الخطير بالأمر عندما تنتج المعرفة اجتهاداً أو تصوراً،  بصبح التصور شيئاً مقدساً، والخلاف كفراً أو مروقاً أو خروجاً عن طريق الصواب..

كل ما تقدم ليس مهماً، حقيقة، المهم ما نود قوله، وهو ليس مقدساً بكل تأكيد ولا حقائقاً دامغةً، أن كل من نشاهده على الشاشات ونقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يخص أوكرانيا، ليس سوى حفلة طهور للولد المدلل، وبعض من رائحة بخور وشموع لذاك المدلل تعبيراً عن دلالهم له وحسب..

أما العرس فسيكون في بلادنا هذه المرة، فلا سور لبرلين سيعاد بهدف اقتسامها، ولا حلف وارسو سيخلق من العدم لتعاد المؤامرة على النتائج مرة أخرى.. بل ستفتح الحرب في سورية وستكون من أوسع أبوابها..

المعركة في سورية هي المعركة الفاصلة، والنتائج ستكون رسم شرق المتوسط لتطال كل اتجاهاته فيما بعد، وبالتأكيد تبعاً للنتائج.. وهي لن تكون بعيدة أو موغلة في الزمن البعيد.

هذا العرس سينجب لنا نغلاً لا أكثر، خاصة وأن أمه وجدت بالأصل في جوقة العرس لجلب الماء والحطب لا أكثر والحصان بكراً مستجلباً من السلالات الرفيعة النفيسة، صاحبة الدم الأزرق.. قد يخرج علينا من يقول لا يصح إلا الصحيح، ونحن خير أمة أخرجت للناس..

 نحن نقول لهذا المتفائل جداً، أن الصحيح المطلق والخير المطلق والعدالة المطلقة يا شاطر في السماء، وأن الأرض ستبقى تشهد غلبة من يؤمنون باعمال عقولهم ليحولوا أشيائهم  قوةً واقتداراً، ومن ثم سيبقى لهم السبق إلى ما لانهاية.. خاصة وأن الله يرى بالبشر عيال الله، وخيرهم لله خيرهم لعياله.