آراء

الصراع أبعد من الديني.. والحرب على الأبواب

بقلم: إياد مصطفى

مما يؤسف حقاً أن تقف بعض الدوائر المسيطرة في الكثير من الدول العربية، بتحويل الأنظار عن الأهداف الحقيقية والدوافع الكامنة خلف الصراعات الدائرة بالمنطقة، لتختزلها بصراعات دينية ومذهبية.. 

كل هذا يأتي لصرف الأنظار عن التوجهات الحقيقية لمجموع هذه الحركات الشعبية، التي تشهدها منطقتنا منذ عقد من الزمن.. 

المهم في الأمر، أن الصراعات القائمة، لا تمت بالمذهبية أو الدينية بصلة، فالصراع قائم في صفوف الدول الشيعية والسنية في آن معاً، وأن هذه المجتمعات تعيش ذات الأمراض والأزمات الاجتماعية-الاقتصادية.. فما يعيشه الشيعة من فقر وفاقة ومظالم ونهب للمقدرات، يعيشه السنة العرب في كل الدول السنية..

وأن القوى المجرمة هي ذاتها التي تعيث في الأرض فساداً، وهي التي تتلقى كل الدعم من قبل الغرب والشرق، الذي يرى بضرورة عدم قيام دول ديموقراطية في المنطقة العربية والإسلامية..

وأن ما حصل في مصر والباكستان وإيران من انقلابات وعسف ومظالم، يؤكد أن الحكومات المحلية هي حكومات عميلة أخذت على عاتقها منع كل السبل والآليات التي من شأنها أن تحدث تغيرات اجتماعية ولو بسيطة، لتبقى هذه المجتمعات عرضة للنهب المنظم كما هو الحال..

حتى في سورية القصة لا تتعلق بالنظام النصيري كأقلية دينية وعرقية، بقدر ما تتعلق بكل المدن السنية التي وجدت ضالتها بهكذا نظام مبكراً، وأن القضية لا يمكن اختزالها بالعدوان الروسي – الإيراني السافر، قياساً بموقف النظم السنية التي ما تزال تدفع تكاليف العدوان على الشعب السوري الباحث عن الحرية والانعتاق.. 

أي أن القضية تتوقف بالاصطفافات والمصالح الداخلية، ومواقف الدول العربية الرافضة للتغيير، والذي يصب في طاحونة أهدافها، في إبقاء المنطقة تحت خط السيطرة لا أكثر.. 

دون ذلك كل ما يشاع مجرد تكاذب لا أكثر فالربيع العربي لم يقم بدوافع دينية ولا طائفية، وإن رفعت بعض الشعارات الدينية، بقدر ما هو مشروع اجتماعي واسع الطيف، أقله قيام ديمقراطيات في المنطقة تقوم على أساس من العدالة الاجتماعية..

المهم أن القادم يشي بكتلة اللهب، وأن كل رهانات الأنظمة ستذهب أدراج الرياح، وأن الربيع العربي بعد أن وقفت بوجهه كل القوى الجهنمية عالميا وإقليمياً وعربياً، ستحول إلى حرب أهلية تنال من كل الهياكل الرثة المتواجدة راهنا في سدة الحكم.. وقد تصل الصراعات إلى عقدين أو أكثر من الزمن.