آراء

الشيخ جراح ليس أغلى من درعا، فكرامة الإنسان فوق أي اعتبار

بقلم: أيمن أبو هاشم
كاتب ومحامي
الشيخ جراح ليس أغلى من درعا، وهذه مشاعر كل من يؤمن بكرامة الإنسان فوق اي اعتبار آخر ..

وجه المفارقة المؤلمة، أن الشعب الفلسطيني المنتشر في العالم، تحرك دون قرار من أي قائد أو حزب أو فصيل، ورفع صوت أهالي الشيخ جراح والقدس، كاسراً الصمت الدولي بصورة لم تحدث من قبل، وأطلق مظاهرات ضخمة جالت أكبر عواصم ومدن الكون، بالتنسيق والتعاون مع النشطاء الأجانب المناصرين للقضية الفلسطينية.

بينما مجاميع كبيرة من السوريين ونخبهم ونشطائهم في العالم، لم يدفعهم كل ما يجري في درعا من كارثة إنسانية، للتحرك الشعبي العارم، لفضح إجرام النظام وإيران وروسيا، بل أن بعض المجموعات الناشطة التي تحركت في هذا الاتجاه، لم يستجب لدعوات التظاهر التي أطلقتها، سوى اعداد قليلة ورمزية، وفي عواصم ومدن يعيش فيها عشرات ألوف السوريين وربما اكثر.

أشعر بحرقة في قلبي، بما تحمله هذه المفارقة من حزن ووجع على أشرف وأنبل السوريين الأحرار الذين ضحوا وتحملوا ما لا تحتمله جبال من أجل حرية شعبهم.

لكن وبكل صراحة جارحة، لم يخذلهم العرب والمجتمع الدولي فقط، وإنما رهط كبير من أبناء جلدتهم وهو الأشد إيلاماً..

هذه المسألة ليست تفصيل ثانوي غير مهم، إنها دلالة كبيرة على أزمة مجتمع، يطغى خلاصه الفردي، على متطلبات وقيم خلاصه الجمعي. وذلك على حساب ضمور حوافز انتمائه لقضية بحجم الثورة السورية..

في كلامي أنا لا انتقد بعقل بارد كي اقدم تحليلاً سيسيولوجياً عن الاسباب والعوامل التاريخية والسياسية التي أدت إلى ذلك. أنا غاضب كأي سوري/ة، يتحسس حالنا البائسة بلا تجميل أو أعذار ..