رغم حجم التصريحات المتفائلة لرئيس الحكومة العراقية، خاصة تلك المتعلقة بالتقارب السعودي- الإيراني، إلا أن الكثير من المتغيرات الإقليمية والدولية قد تضع عراقيل جديدة، ما يجعل الأوضاع أكثر صعوبة.
رغم أن بعض المراقبين يرون أن العراق يستكمل دوره الذي بدأه لخلق حالة من الحوار بين طهران والرياض على مدى خمس جولات كان آخرها والأكثر تفاؤلا في أبريل/نيسان الماضي.
في الوقت ذاته، يرى آخرون أن الحديث عن الوساطة العراقية الآن غير منطقي في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة، وأن زيارة الكاظمي في ظاهرها الوساطة وباطنها يحمل رسالة أمريكية شديدة إلى قادة إيران حول الترتيبات القادمة والتي سيحملها بايدن خلال زيارته للمنطقة منتصف الشهر المقبل، وأن السعودية وإيران لن يصلا عما قريب إلى تطبيع العلاقات.
وفيما يتعلق بزيارة الكاظمي والوساطة العراقية بين البلدين وما إذا كانت زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى السعودية ثم إيران تأتي ضمن مساعي حل الخلافات أم أنها لإيصال رسائل إلى طهران.. تقول الأوساط العراقية ذات الشأن، إن زيارات مصطفى الكاظمي للرياض ثم إلى طهران، لا تتعلق بتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران.. خاصة وبمتابعة دقيقة للأوضاع، نجد أن هناك زيارات قام بها ولي العهد السعودي إلى أطراف إقليمية عربية وغير عربية، وهي تأتي ضمن حراك جديد للولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة بشكل عام والسعودية بشكل خاص.
وأضافت الأوساط من وجهه نظرنا أن زيارة الكاظمي إلى طهران في هذا التوقيت، تحمل رسالة من المجتمع الدولي وأمريكا تجاه إيران وحكامها، لإنهاء وضع الهيمنة الإيرانية على الشأن العراقي، وإنهاء فاعلية أطرافها من الجماعات المسلحة الموالية لها، وتعتقد أن هذا الأمر هو بداية لفعل كبير إذا لم تأخذ إيران بهذا التحذير وتنهي وجود فصائلها المسلحة، وهذا الأمر هو ترتيبة قادمة من وجهة نظرها لوضع جديد يكون فيه العراق بعيدا عن إيران، فالزيارة للضغط على إيران لتغيير سلوكها وليس للتقريب بينها وبين الرياض كما يتحدث الإعلام الرسمي.
في وقت سابق، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن “إيران والعراق يؤكدان على ضرورة دعم السلام والاستقرار في المنطقة من خلال عمل مشترك بين قادتها”.
وأضاف رئيسي، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، “نرحب بالحوار بين دول المنطقة من أجل إيجاد حلول للمشاكل”. مؤكدا أن “التدخل الأجنبي لا يحل المشاكل في المنطقة بل يزيدها”، وذلك حسب وكالة “تسنيم” الإيرانية.