آراء

الخيار النووي الإيراني حاجة أمريكية أولاً

بقلم: عبد الكريم محمد

أعرف أن أنصاف الأشياء وأنصاف المغفلين وأنصاف المناضلين وبقايا المرتزقة، سيفاجئون في هذا العنوان.. ذات يوم كتبت في جريدة البيان الإماراتية، أن الخيار النووي الإيراني تقاسم للدور الوظيفي بين إسرائيل وإيران في المنطقة..

واليوم لا بد من القول بوضوح، أن الخيار النووي الإيراني خياراً أمريكياً، بل حاجة أمريكية، كما كانا وما يزالا الخياران النوويان الهندي-الباكستاني.

من المعيب أن تغييّب الناس عقولها، وتركض خلف سراب الشعارات الكاذبة، فإسرائيل وإيران قطبا الرحى في المنظومة الأمنية الأقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وهذه التجربة في أفغانستان والعراق وسورية وفلسطين ماثلة للعيان.. وكل ما يقال غير ذلك مجرد هراء لا مكان له مطلقاً على أرض الواقع..

كثير من الأخوة المثقفين والرائعين في إيران يعرفون هذه الحقائق، بأن الردع النووي بيد إيران وإسرائيل، حاجة لتسقيف التوترات أو حتى التغيرات في المنطقة، الأمر الذي يفضي لبناء منظومة أمنية مستقرة بعيدة المدى.. وأن شماعة تحرير القدس وفلسطين، تحمل أهدافاً إيرانية داخلية، حتى لا يغلي القدر في الداخل.. ففلسطين تحمل جسماً، يحتمل كل مقاسات الأنظمة لترتد على شعوبها وبالاً.

حقيقة لا أريد التطرق لبعض أسماء صناع مثل هذه السياسات، لكن شاء القدر وكنت أعرف عن كثب هذه الحقائق، بل كان يحزنني جموع المصفقين لهذه السياسات..

المهم سيتوسع النادي النووي عما قريب، بإرادة أمريكية، وسيدخلان إسرائيل وإيران هذا النادي من أوسع أبوابه، وسيشرب أصحاب القرار في البيت الأبيض وشخصيات إسرائيلية وإيرانية، نخب هذا الانتصار الذي سيتحقق عما قريب.

لكن الذي لا يعرفه حملة الكؤوس، أصحاب الأنوف الطويلة، أو على الأقل يجري تجاهله، أن القادم سيقلب السحر على الساحر، وأن القادم سيقلب ظهر المجن.. ومن يكتب له العيش والعمر المديد، سيرى أكثر من أصحاب الحظ السيء، الذين سيموتون مبكراً. وأن كل شيء يحمل بذرة فنائه بداخله.