بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
قبل إعلان طهران وصول إسماعيل قاآني لدمشق سبقه إعلان رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني حيث قال : ( نقترب من تحرير القدس أقرب من أي وقت مضى )، و سبقه ظهور لوحة إعلانات كبيرة في شوارع دمشق رسالتها تقول : ( سنفطر في القدس )، و لا ننسى تصريحات لمسؤولين إيرانيين فيما سبق كان مفادها تهديد إسرائيل بالفناء و الدمار الكامل خلال خمس دقائق.
ويأتي ذلك هذا كله حاليا مع معاناة حكومة نتنياهو من أزمة داخلية عاصفة بها من مضاعفات سعيه لما سمي التعديلات القضائية، وفي الوقت الذي تعاني منها إيران أزمة خانقة وتحركات شعبية ومظاهرات احتجاجية لا مجال للإسهاب فيها، و كذلك حال لبنان وحزب الله المتحكم بالسياسة والحياة العامة اللبنانية وكذلك حال كل القوى المرتبطة بإيران من حماس والجهاد الإسلامي للنظام السوري.
لذا على ما يبدو فان توتير الأوضاع ما بين كل هذه الأطراف وإسرائيل قد يكون فيه الفرج لجميع تلك القوى لإلهاء شعوبها وتحويل أنظارها عن حقيقة معاناتها وأوضاعها المأساوية الداخلية بإفتعال التصعيد أو التهديد بالتصعيد الخارجي مع إسرائيل.
نعم وصل قاآني لدمشق في ٩ نيسان وبعد حوالي ١٦ ساعة أعلنت إسرائيل استهدافها لمقر اجتماع ضم قيادات من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والميليشيا التابعة لها مع ضباط كبار من النظام السوري.. وسربت أنباء بأن من بين الحضور قاآني وقيادي كبير في الحرس اسمه سردار ياني، وبالفعل تم قصف مكان ما في يعفور الباحة ليلا ولم تعلن الخسائر الناتجة كون المنطقة عسكريا وأمنيا مغلقة وفيها أماكن وفلل لشخصيات كبيرة في النظام منهم ماهر الأسد.
بكل الأحوال ومن خلال ظهور نظام الملالي في إيران منذ نهاية سبعينات القرن الماضي وهي ترفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ولكنها عمليا لم تفعل القتل والخراب والدمار إلا لمنطقتنا العربية ولشعوبنا العربية وكل سياساتها تخدم إسرائيل وأمريكا، وكما يقول المثل: لو بدها تشتي غيمت.وفي العلاقة الإيرانية / الإسرائيلية لا مطر ولا غيوم داكنة سوداء بل سحابات صيف عابرة لا تدخل إلا في مزادات المتاجرة بالقدس وفلسطين وقضيتها كحال النظام الطائفي القاتل السوري بالضبط، شعارات واهداف معلنة دون أي جدوى وتطبيق على الأرض صيغت ورفعت للإستهلاك الداخلي واجترارها المتواصل عند الحاجة.