آراء

الخطابات الطائفية محاولة للفت الانظار عن الأهداف السامية

بقلم: إياد مصطفى
تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي في كل لحظة، عن حروب الطوائف التي لا تبقي ولا تذر لكرامة حتى للأنبياء والمبشرين والمرسلين..

بل وتطيح بكل المقدسات أرضاً.. ولعل المسلمين باتوا أكثر قبحاً بين شعوب الأرض.. لدرجة باتت مقولة أكثركم إيماناً أكثركم قبحاً وسباباً هي الهدف السامي لإرضاء ولي الأمر المعين من الغرب حارساً على مقدرات الشعوب توطئة لنهبها.. وليس أكثركم إيماناً أقلكم سباباً وأكثركم لطفاً ودفاعاً عن الحق وإقامة العدل..

المهم بالأمر أن كل من يأخذ ناصية الأشياء نحو الطائفية، خاصة أصحاب العمائم من كل الطوائف من دون استثناء، هم المرتزقة الأقل وعياً بالمجتمعات الاسلامية قاطبة.. بل هم أحذية النظم الحاكمة المرتهنة لأعداء الأمة لا أكثر ولا أقل..

فالسني الذي يكيل الاتهامات للشيعي، هو يخدم نظامه ليعطيه شرعية بقائه وديمومته على حساب شعبه، انطلاقاً من مقولة حفاظه على محبة الصحابة، وكأن الصحابة أكبر من القرآن الذي أنزله الله على محمد.. بل أكبر من النبي محمد نفسه..

بالمقابل ترى الشيعي الذي يستعحضر التاريخ باعتباره حاضراً في هذه اللحظة، متناسياً أن علياً والحسن والحسين لم يكونوا شيعة أو سنة، وأنهم جميعاً ليسوا أنبياء أو آله كما يدعي بعضهم.. ولا معصومين عن الخطأ، خاصة وأن الحديث القائل، «كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون». صحيح أنه حديث حسن؛ ومن حق أحدنا أن لا يأخذ به، لكن الأصح أن المطلق الكلي هو الله عز وجل.. ودون ذلك نسبي لا محالة.

المهم على السني الحريص على سنيته السمحاء، عليه أن يؤكد لنا ماذا فعل نظامه لدعم قضايا الأمة، إن كان عربيا أو تركياً أو كرديا أو باكستانياً أو ماليزياً أو إندونيسياً أو فارسيا، أفغانيا كان أم إيرانياً.. بل عليه أن يقدم لنا مشروعه الهادف لملء الفراغ الحاصل بعد غياب أفول السلطنة العثمانية..

بالمقابل ليشرفنا الشيعي صاحب مقولة محبي آل البيت وهم من حبهم براء، ما هو مشروعهم في ذات البلدان الهادفة لوضع بصمة في تطور هذه الأمة وبنائها ونمائها وتقدمها..

الكل تافه الكل منحط، الشيعي والسني وغيرهم من أصحاب الشعارات الطائفية لصوص مرتزقة كذابين آفاقين قتلة وجواسيس.. لو لم يكونوا كذلك، لما كانت غزة تدمي وجه التاريخ القذر لكل الطوائف، المسماة إسلامية زوراً وبهتاناً.. واتباع الديانات من دون استثناء.