عربي

الحمادي يرد على صحة ما جرى في سجن الحسكة السورية..

يتساءل الكثيرون ما دور جيش التحرير الشعبي مما جرى و يجري في الحسكة؟

لقد اقتصر دور الجيش بداية بالنسبة لما حصل في سجن غويران على محاولة استهداف السجن و الهدف اقتحام السجن الخاص بما يسمى سجن الأحداث، الذي يعتقل الشبان و الشابات من أهلنا تمهيدا لنقلهم إلى جبال قنديل لاتباع دوره لمدة سنتين.. فيها يتلقون خلالها تدريبا عسكريا و نفسيا و معنويا و غسل أدمغتهم لجعلهم مقاتلين في صفوف ميليشيا pkk, pyd   الإرهابية و يسعون لتحقيق أهدافها في إقامة ما يسمى دويلة روج أفا الإنفصالية التي ستكون خنجرا مسموما في خاصرتنا السورية.

لذا كان من واجبنا الوطني و الثوري و الأخلاقي، محاولة تخليص هؤلاء الشبان و الشابات من قبضة الميليشيا الإرهابية واطلاق سراحهم ومنع تجنيدهم، إذ سيصبحون إذا  نفذت مساعي الميليشيا الإرهابية لاحقا  مقاتلين في مواجهتنا.. لذا تمت محاولة اقتحام السجن مترافقة بعدة عمليات ناجحة في عدة مناطق من الحسكة مدينة ومحافظة، منها استهداف مدير السجن و الخلاص منه.

 ولكن للأسف محاولة اطلاق سراح الشباب و الشابات فشلت، واستشهد لجيش التحرير الشعبي شهيدين من البوكمال ، و هنا لا بد لنا من ذكره بأن أغلب أبطالنا الأربعين الذي حاولوا اقتحام السجن لهم أبناء و أخوة و أقارب معتقلين من هؤلاء الشباب ، و كانت العملية متزامنة مع حراك أهلي في الرقة و الحسكة و دير الزور للضغط على قسد لاطلاق سراحهم .

أما بالنسبة لما آلت إليه الأمور في سجن غويران و مدينة الحسكة فيما بعد محاولتنا الفاشلة، التي لم تحقق هدفها، دخلت اللعبة المخابراتية لتلعب لعبتها بأقذر صورة و مشهد، وهم الاساتذة في توجيه مجريات الأحداث إلى حيث تتوجه مصالحهم :

١- قسد و ميليشيا pkk , pyd :

سعت لافتعال حدث كبير  للتغطية على عدوانها الإجرامي وقصفها الصاروخي وغيره على عفرين الذي أدى لاستشهاد وجرح الكثيرين من المدنيين في نفس الليلة ، وهذا ما كان لها حيث تجاهلت وسائل الإعلام قصفها لعفرين وركزت في تغطيتها على غويران والحسكة وسجنها .

– حي غويران الذي يقع السجن على أطرافه غالبيته من المكون العربي ، و من الديرية خصوصا و بالعودة لما جرى في مباراة الفتوة و الجهاد من أحداث عرقية  مأساوية نستطيع القول بأن حقدهم دفين على الحي و دير الزور و المكون العربي،  حيث بطشهم ( للأكراد ) النظام الطائفي القاتل المجرم آنذاك شر بطشة و فعل فيهم الأفاعيل ، ومن المشاهد المؤلمة حينها نقلهم إلى الأفرع الأمنية بدمشق في أكياس الخيش، ( لا مجال للخوض في التفاصيل ولكن نذكر كشذرات ) ….، لذا وفي توجههم لترويج ما يسعون إليه كغيرهم، كمقدمة لفرض وقائع التغيير الديمغرافي وورقتهم الأكثر سلاسة بنظرهم.

ودون تحمل أي مسؤولية أمام المجتمع الدولي وداعميهم والشعب السوري هي التخويف من خطر داعش و إتاحة الفرصة أمام سجناء داعش للانطلاق والتمرد والانفلات من السجن، بعد تمكينهم مع تواطؤ مكشوف من قسد للسيطرة على مستودع أسلحة موجود في السجن، والانطلاق نحو أحياء المدينة و منها بالطبع حي غويران القريب من السجن و الواقع في محيطه.

– داعش لم تهاجم السجن من الخارج ولا قوة لها هناك، وكيف يكون لها قوة و المنطقة تحت السيطرة المطبقة و الكاملة لقسد؟!!  والتحالف الدولي لمحاربة داعش كان يراقب من الجو تحرك الأهالي من خلال ثلاث طائرات مروحية، لذلك ما أن بدأت محاولة هجوم أبطال جيش التحرير الشعبي على سجن الأحداث،  حتى هددت قسد مباشرة باطلاق الدواعش من السجن، مما دفع التحالف لإنزال جوي بعد خمسة دقائق في السجن من خمسين جندي.. عدا عن التواجد الجوي للتحالف الذي قدم مباشرة من قاعدة الشدادي، تحت وقع هذه القوة الكبيرة المضافة للقوة المتواجدة في السجن من قسد.

2- أدرك  أبطالنا بأن مهمتهم في اخراج الشباب و الشابات المعتقلين مستحيلة التحقيق حاليا لذا آثروا الانسحاب والكف عن متابعتها .

– قسد نفذت تهديدها و تراخت مع سجناء داعش الموجوين خلف قضبان سجنها، و السؤال المطروح هنا :

في حال الاستعصاء الأمني في السجن من قبل السجناء، وهم خلف القضبان الحديدية،  فليستعصوا و يتمردوا كما يحلو  لهم ما داموا في خلف القضبان ؟!!!

فهم في سجن و ليسوا في ساحة عامة او منتزة  خاصة وأن السجن يشكل قلعة حصينة، ومكون من عدة مهاجع و غرف اعتقال جماعية و انفرادية، و فيه أخطر مجرمي العالم و إرهابييها، و عددهم كبير جداً.. فالبعض يقول ٥٠٠٠ و البعض يقول ٣٥٠٠، وبأي رقم كان عددهم فهم بمثابة قرية صغيرة من حيث العدد، فكيف يتمكن بعضهم من التمرد والاستيلاء على مستودع الأسلحة ؟

والفرار من السجن بعدد حوالي ٥٠٠ و التوجه نحو أحياء المدينة غويران و مراكزها الحساسة ؟

و إذا كان الفرار ابن لحظته و دون مخطط و عشوائي و غير منظم، فلماذا لم يتوجهون أولا لإطلاق من يقولون عنهم إخوانهم في التنظيم، فقوة ٥٠٠٠ ليست كقوة ٥٠٠ ؟!!!

ولماذا لم يستهدفوا أولا السجن و سجانيهم وهو الأجدى ؟!!!

و توجهوا نحو المدنيين في الأحياء  لينتقموا منهم و يفعلوا فيهم الأفاعيل ؟!!!

و السؤال الذي لا يفارق مخيلة أي متابع هو كيف حصلوا على أعلام داعش في هذه السرعة العجيبة؟!!  أم أنها كانت موجودة و معدة ومحضرة سلفا في مستودع الأسلحة ؟ !!!

و هل من يريد الهروب من السجن و الفرار يكون أول اهتمامه الحصول على راية لرفعها ليقول لسجانيه هانذا هنا طقوا و موتوا بغيضكم و يرفع لهم اصبعه الوسطى  ؟!!!!!

تساؤلات تتلوها تساؤلات و لن تجد لها أجوبة في تمثيلية مكشوفة، وصفها أحد المعلقين بفلم هندي.. وأخر خبر وردني أثناء كتابتي لهذه المقالة :

اشتباكات عنيفة حول سجن الصناعة و قسد تقول بأنها قتلت ثمانية مهاجمين .

و قبل أن أنهي حديثي لا بد من القول بأنه :

 بالأمس وصل فريق استخباري بريطاني كبير إلى قاعدة الشدادي و بريطانيا لا تزج نفسها مع أمريكا إلا في شدائد الأمور و اكثرها حساسية .

بنهاية الأمر من مصلحة النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه، إعادة تعويم داعش ليقنع العالم بأسرة أنه ما يزال يمتلك وظيفة مواجهة الإرهاب، وهو مصنع للإرهاب كان وما يزل.