بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
كان اللواء زهير شاليش الملقب بذي الهمة ابن أخت حافظ الأسد أحد أذرع النظام الطائفي القاتل المجرم الأمنية و الأقتصادية الباطشة و الفاسدة المستغل لسطوته و قربه من رئيسي النظام السابق و اللاحق، من خلال تسلمه فريق الحماية الشخصية لهما فهو الحارس الشخصي لهما، و بنظامهما إذا ما اختزل النظام برأس الرئيس كما هو الحال في سورية، التي تحولت لمزرعة لبيت الأسد وحاشيتهم.. ومن الحاشية بيت شاليش عامة و ذو الهمة شاليش خاصة، فما أن يذكر اسم بيت شاليش حتى يتبادر لذهن كل سوري اسم ذو الهمة كعنوان بارز لهذه العائلة .
أما الإجابة عن سؤالكم : هل اُغتيل ذو الهمة شاليش أم توفي بشكل طبيعي، وإن كان قد اُغتيل فلماذا ؟
لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال في حال اغتياله إلا المخطط و الآمر و المنفذ، و لكن لدينا مؤشرات تقول ربما تم التخلص منه و منها :
١- اسقاط اسم بشار الأسد و ماهر الأسد من نعوته التي نشرت، و من المعروف بكليشات النعوات التي ينشرونها في حالة الوفاة ذكر الاصول و الفروع ومحاولة ذكر أكبر شبكة علاقات للعائلة فيها وخاصة الشخصيات ذات الثقل والمراكز السياسية و الثقافية و العلمية و الاقتصادية والاجتماعية و العسكرية لإظهار مكانة المتوفي و للتفاخر و اظهار مكانته و قيمته و غيرها، بينما أغفلت النعوة اسم الرئيس وشقيقه قائد أكبر تشكيل عسكري سوري وأقواها على الاطلاق في سورية..
فهل هذا حدث باصدفة أم نتيجة مقصودة ؟ أظن بأنها مقصودة لمعرفة أهل المتوفي بأنه يمكن لهاذين أن يكون لهما أصابع ما وراء مقتله .
٢- في حال كانت وفاته طبيعية لماذا هذا الاستنفار الأمني الكبير و اغلاق الطرق في القرداحة و اللاذقية وطرطوس حتى امتداده للريف الحمصي ؟!!!! و لم يقتصر الاستنفار على القوى الأمنية و العسكرية السورية بل طال القوات الروسية التي نصبت حواجزها في محيط القاعدة الروسية في حميميم و القرى المجاورة لها مثل جنيح و عين شقاق و حميميم ؟!!! مع تحليق للطيران المروحي و المسير الروسي للمتابعة و المراقبة ؟!!!
٣- ما قصة سيارة الدفع الرباعي الفخمة التي تحمل لوحة الأمن القومي و جرت بمواكبة ستة مدرعات من دوار الزراعة في اللاذقية ؟!!! و هل جر سيارة محطمة يحتاج لترفيق قوة عسكرية كبيرة ؟!!!
٤- و أيضا ما سبب الاشتباكات التي وقعت في اللاذقية و التي اندلعت بعد إعلان وفاة ذو الهمة شاليش و أحد أطرافها من بيت شاليش إن كانت الوفاة طبيعية ؟!!!!
مؤشرات كثيرة تدل دلالة واضحة بأن اللواء ذو الهمة شاليش قد قتل عمدا و اغتيل اغتيالا .
أما لماذا ؟
فالحديث طويل و منها :
١- لا شك بأن الرجل هو أحد الصناديق السوداء للنظام الطائفي القاتل المجرم فهو يعرف كل صغيرة و كبيرة عن النظام و شخصياته و أساليبه و سياساته و إجرامه و ربما يأتي تغييبه لطي صفحة سوداء مرتبطة به و للمرتبطين به ، و هو كان أداة قاتلة مجرمة باطشة باسم النظام أرتكب الكثير من المجازر و المذابح على مدى سنوات خدمته الطوال بما فيها تصفية شخصيات كانت محسوبة على النظام ، فهو كان يشكل الظل الغير مفارق لحافظ و لبشار الأسد و العارف بكل شاردة و واردة .
٢- ربما يكون من أسباب الخلاص منه صراع المحاور في سورية على النفوذ بعد زوال السيادة الوطنية الخالصة و تراخيها لحساب النفوذ الروسي و الإيراني و المرتبطين بهما ، و ذو الهمة أقرب للمحور الإيراني .
٣- الرجل يمتلك المليارات التي سلبها نتيجة لنفوذه و ربما بعد العجز المالي الكبير الذي حدث للنظام يكون محط مطمع للإستيلاء عليها كما حدث مع الكثير من أذرع النظام الاقتصادية كرامي مخلوف و غيره ، فالدكنجي وقت يفلس بدور بدفاتره العتيقة و هذا حال بشار الأسد الآن.
لذا أرجح بأنه اغتيل اغتيالا
