بقلم: عبد الكريم محمد
قبل أن نتطرق إلى الحرية وما تحمله من عظمة أخلاقية محضة، لا بد من المطالبة بشدة، أن يقف المرء بوجه العنصرية بكل أشكالها، بل لا بد أن تتكاتف الجماعات البشرية للدفاع عن ثقافتها، التي غالباً ما تحمل العظمة أكثر من الثقافة السائدة، أو كما يقال ثقافة الأكثرية.
ثمة أشياء مقلقة حقاً في الغرب، بدأت تثير الكثير من المخاوف، فالأسم له بصمة اتهام قد تحرم حامله من تبوء مكانة مرموقة في اختصاصه رغم الحاجة إليه.. والدين هو الآخر قد يوصلك إلى أعلى العليين، أو قد ينزلك إلى أسفل السافلين، خاصة ديانات الشرق، الذي يرى بها الغرب بلاءاً ووبالاً عليه..
أما اللون فهذه كبيرة من الكبائر التي لا تغتفر، تصبح سرقة السيارة ومخالفة السرعة وحوداث السير التي تسجل ضد مجهول، ممن صنعتهم قارة بعينها، ليلحق بهم السكان المحليين خلف الأطلسي.. ناهيك عن أن تهمة حوادث القتل والاغتصاب تهمتها معلبة، حتى الشرطي الذي يحمل بين تلافيف دماغه، بأن أبو سمرا زعلان، هو صاحب العنفوان.
اليوم يصبح اللباس والحجاب والقناعات والعقائد والعبادات والأفكار، محرمة على معتنقيها وحملتها وروادها، لا لشيء على الإطلاق، بل لدغدغة أصحاب كذبة الاسلاموفوبيا.. هؤلاء الجهلة لا يعرفون شيئاً حتى عن معتقداتهم، فالحجاب جاء للسيدة العذراء مريم البتول، ومن قبلها جاء لنساء أنبياء بني إسرائيل.. لم يدركوا بأن حزام العفة المصنوع من الفولاذ، كان من صنعة محاربيهم وغزاتهم، بحيث اعتبرت المرأة يومها كبهيمة مقيدة في حظيرة لا أكثر..
بينما من يسمون بالإسلامفوبيا، يؤمنون بالمطلق، بآية:” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”. أي أن ما يقال زوراً عن اللاتين وذوي البشرة الملونة والعرب والمسلمين وشعوب الشرق بما في ذلك شعوب آسيا، هي أكاذيب ومحض افتراء..
والمطلوب أن تقف الناس لتدافع عن قيمها، حتى تنال قسطاً من حريتها في الحياة، لا أن تستسلم للترهات والسفاسف وأشباه الجهلة والأميين، الذين لا يعرفون من الثقافات العظيمة، إلا سندويشة شاورما الماكدونالز وبعض من البطاطا..