سياسة

الحرب في أوكرانيا.. بداية تحول المسارات

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
الحرب على أوكرانيا تحول مسارها تدريجيا من مرحلة فرض الحرب لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، و هو ابتلاع أوكرانيا بينما كان هدف أوكرانيا فيها الحفاظ على البقاء ، ثم تطورت لمرحلة امتصاص العدوان الذي قابلة بداية التراجع الروسي عن كييف ، ثم تحول شرقا من الجانب الروسي مع مقاومة شرسة من الأوكران لطرد الغزاة.

وسيكون لأوكرانيا ذلك بفعل مقاومة شعبها والدعم و الاسناد الغربي بالأسلحة الفتاكة و طواقمها من المتطوعين، التي تجرب و أثبتت فاعليها في تحييد و الفتك بالأسلحة و العتاد الروسي و كأنه خردة تجاوزه الزمن.

ومن الدلائل على بداية الهزيمة الروسية، التهديد بإمكانية التصعيد لتتسع الحرب لتصبح عالمية ولكن جاء الرد حاسما من وزراء دفاع أربعين دولة بأن دولهم تقف لجانب أوكرانيا و تدعمها بكل قوة..

ولعل ما قاله وزير الدفاع البريطاني من أبلغ الردود على العنجهية الروسية عندما قال : بأن الصواريخ تحت المياة و بحريتنا تستطيع استخدام الصواريخ النووية إذا لزم الأمر؛ ناهيك عن تصريح وزير الدفاع الأمريكي من كييف والذي يتخلص بأن اامريكا وحلفائها سيحاولون نزع مخالب روسيا لجعلها غير قادرة على شن العدوان على اي دولة أخرى ذات سيادة.

ومما يدل على الهزيمة الروسية ما صدر عن روسيا، التي أوعزت بفتح سفارات للإقليمين الإنفصاليين في موسكو بعد أن كانت تسعى لضمهما إليها و ابتلاع أوكرانيا، و بكل الأحوال فإن الحرب لم تنته بعد..

على ما يبدو، صدقت المقولة الشهيرة : بإنك تستطيع البدء بالحرب و لكنك لن تستطيع تحديد نتيجتها، ونتيجتها على ما يبدو هزيمة لروسيا ساحقة بعد خسارتها لهذا الكم الكبير من قواها و أسلحتها و عتادها الذي يبدو بأنه سهل المنال و التحطيم مقابل أسلحته تجاوزته تقنينا بعشرات السنوات بينما السلاح الروسي مازال بنسخه و تصنيعه السوفيتي الذي أصبح من ذكريات التاريخ الماضي..

لذا يستمتع البعض بمشاهد احتراق الارتال و تجمع الدبابات و المدرعات الروسية و تساقط الطائرات، بفعل الاسلحة الخفيفة اللطيفة المتنقلة و المتطورة جدا، التي لا تحتاج لعناء كبير وتجهيزات ثابتة و ضخمة و معقدة.

والسؤال بعد كل مجريات ذلك العدوان هل ستتراجع روسيا و تسحب قواتها و تعلن هزيمتها ؟
و هل ستتابع أوكرانيا بعد هذا الصمود وأنهار الدعم القادم إليها من كل حدب و صوب لإعادة جزيرة القرم وتطالب بالتعويض عما ألحقه بها العدوان الروسي من خسائر ؟

ننتظر لنرى مآلات ما ستجري عليه نهاية الحرب