بقلم: عبد الكريم محمد
معظم الدول ومراكز صنع القرار تتجاهل ما يحصل عالمياً من توترات.. انطلاقاً من القناعة القائلة لا بد من انتهاج السياسات الهادئة البعيدة على التوتير.. لكن الواقع لن يتوقف عند مثل هذه المقولات قطعاً، وأن العالم يسير نحو التغيرات الجذرية.. خاصة وأن كل التوقعات الاقتصادية، تؤكد أن الولايات المتحدة الامريكية ستفقد صدارتها لأكبر الاقتصادات في العالم لصالح الصين والهند معاً.
ولن تكون الولايات المتحدة الوحيدة التي ستتراجع في ترتيب أكبر الاقتصادات، بل العديد من الدول الأخرى، مثل اليابان وألمانيا.. بالمقابل ستدخل بعض الاقتصادات للمرة الأولى ضمن العشرة الأوائل، بما في ذلك دولة عربية.
وقد لا يخفى على الكثيرين أن الصين في طريقها لتكون أكبر اقتصاد في العالم، بل إنها أصبحت تسير بسرعة لم يتوقعها حتى الخبراء قبل فترة جائحة كورونا.
حيث يبلغ ناتج الصين المحلي اليوم حوالي 16 تريليون دولار أمريكي، وبحلول سنة 2030، من المتوقع أن يرتفع ليبلغ 64 تريليون دولار.. أي أنه سيكون في تلك السنة، ناتج الصين المحلي أكبر من ناتج الولايات المتحدة بنحو 33 تريليون دولار، أي أنه سيكون ضعف الناتج الأمريكي.
الاقتصاد الأمريكي والهندي
كما أن ناتج الهند حسب كل التوقعات سيرتفع الى 46 تريليون دولار، وهذا سينقلها من المركز السادس حاليًا الى المركز الثاني بعد الصين في سنة 2030.
في ذات اللحظة التي سبلغ ناتج الولايات المتحدة المحلي 31 تريليون دولار، وهذا سيجعلها ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الصين والهند.
ولعله ليس من الغرابة بمكان، إذا ما قلنا أن الاقتصاد الهندي ينمو بوتيرة أسرع من الاقتصاد الصيني، ومن المتوقع ان يصبح الأول على مستوى العالم بحلول عقدين من الان.
أكبر الاقتصادات الأخرى
وستصيح اندونيسيا في سنة 2030 رابع أكبر اقتصاد في العالم، وذلك بناتج محلي قد يبلغ 10 تريليونات دولار أمريكي.
وستحتل تركيا المرتبة الخامسة بناتج محلي قد يبلغ 9.1 تريليون دولار، وستليها البرازيل سادسًا بـ 8.6 تريليون دولار.
ومن المتوقع ان تصبح مصر سابع أكبر اقتصاد في العالم في تلك السنة، وهذه ستكون قفزة عظيمة لمصر لو تحقق ذلك بالفعل.
خاصة وأن مصر اليوم تحتل المرتبة السادس والثلاثية عالميًا بناتج محلي يبلغ 396 مليار دولار، وبحلول سنة 2030، قد يرتفع هذا الناتج الى 8.2 تريليون دولار.. وستحل كل من البلدان روسيا 7.9 تريليون دولار واليابان 7.2 تريليون دولار والمانيا 6.9 تريليون دولار.
اي أن ثلاث دول إسلامية ستكون بالريادة مع تزايد نسبة المسلمين في الصين، والذي يقدر عددهم المسلمين في الصين لعام 2021 بنحو 500 .28.127 مليون نسمة.. حيث تعتبر مقاطعة شينجيانغ أكبر منطقة في الصين، وفيها أكبر عدد للمسلمين في الصين. كما وتقع شينجيانغ في الجهة الشمالية الغربية في الصين، وتتمتع بالاستقلال الذاتي، وهي منطقة تغلب عليها الصفة القاريّة، وينتج فيها حوالي خمس محصول القطن في العالم. ناهيك على أن عدد سكان الهند المسلمين في 2021 ما يقارب 172 مليون نسمة.. ويشكلون ثاني اكبر ديانة متواجدة في الهند، ونسبتهم العددية ما تقارب 14.2% من سكان الهند راهناً.
كل هذا يؤسس للتفكير بحرب عالمية ثالثة، تكون خيارات استخدام أسلحة الدمار الشامل قائمة، خاصة الخيار النووي.. ليبقى الأمر وقفة على من سيبدأ الحرب، التي لن تبقي ولن تذر.. وإذا ما تحايل العالم على وقوع مثل هذه الحرب، لا بد وأن الشرق وأقصد آسيا، هي من سيقود العالم إلى مديات غير منظورة.