آراء

الجولاني: السعي لتحويل سورية إلى كيانات طائفية

بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
في زيارة المعايدة طرح الجولاني أمر في غاية الخطورة و هو ما أطلق عليه تأسيس و ترسيخ ما اسماه بالكيان السني في إدلب، و قوله بانه يجب على الوزارات التهيئة لاستلام المناطق التي ستتحرر مثل دمشق و حلب و اللاذقية و غيرها و ركز على القضايا الخدمية .

سنتجاوز مقولة الكيان السني على الرغم بأن الثورة لم تتفجر لخلق كيانات على اساس ديني أو طائفي، ومن المسلم به بأننا عندما يقول البعض بكيان معين حسب هوية ما فأن من يطرح ذلك، يعطي المبررات والذرائع للمكونات الأخرى بالسعي الحثيث لخلق كيانات خاصة بها كالكيان المسيحي و الشيعي و النصيري و الدرزي و…..

كما يبرر خلق كيانات على اسس عرقية وأثنية، وهذه المشاريع ستكون على حساب وحدة سورية ككيان وطني جامع للجميع، و ستجر علينا كسوريين صراعات ستبدأ و تتفجر و لن تنتهي حتى تتمكن أحدى المكونات من حسم الصراع على بقية الكيانات و فرض هيمنتها و سيطرتها على الجميع لتصبح من لون واحد.

والأخطر من كل ذلك، يتلخص في اعلان أنتهاء الثورة للانتقال إلى الحرب الأهلية التي لن تبقي ولا تذر.. إلا من سيكتب له النجاة من نيرانها من كل الطوائف والقوميات والأثنيات والمكونات السورية، وبالطبع تعطي التبرير للنظام الطائفي القاتل المجرم للاستمرار متربعا و متحكما بحياة السوريين و في أحسن الأحوال تمكينه من إيجاد ذريعة لفصل ما يمكن فصله و سلخه من الجسد السوري ليستمر بكيان طائفي نصيري، و كذلك حال قسد، وكذلك حال القبائل والعشائر، إذا ما نهجت نفس النهج في إقامة كيانات خاصة فيها ولو في حدود مناطق تواجدها.

و بالعودة لتصريحه مع التغاضي عن مقولة الكيان السني وما ستثيره من آثار غاية في الخطورة على الجغرافية السورية وتمزق الجسد السوري.. لا يمكننا إلا أن نتوقف عند توجيهه لوزارات حكومة الإنقاذ بالتهيئة لاستلام المناطق والمحافظات السورية التي ستحرر؛ لأطرح السؤال : كيف ستتحرر هذه المناطق من قبل من سلم مئات البلدات و القرى بدون أي مواجهة عسكرية و وفق مقولة الإنسحابات التكتيكية، بعد فكه للبنية التحتية فيها من مولدات و افران و سكة حديد ومغادرتها حتى دون أي معارك و لو كانت تمثيلا بتمثيل؟

فمن سلم المساحات الشاسعة لمدن و بلدات كان يسيطر عليها و شرد أهلها و حصرهم في بقعة جغرافية ضيقة ليعيشوا في المخيمات او غيرها، و من حارب الفصائل الثورية و سيطر على اسلحتها و ذخائرها و مقومات قيامها بالأفعال الثورية و سجن الثوار و الأحرار في سجونه ومعتقلاته بتهمة ثوري او ناشط ثوري، لن يحرر الأرض.. وإنما تدور حوله مئات إشارات الإستفهام.

كيف لا و هو من يقف عقبة كأداء في وجه مساعي أهالي المدن والبلدات والقرى لتحريرها والعودة إليها، بعد أن سلمها صاحب مشروع الكيان السني بانسحاباته التكتيكية و سلمها للنظام الطائفي القاتل المجرم.

أما حكومة الإنقاذ ستنشط في هذه نشاطا كبيرا مع موسم المونة، حيث ستستنفر لمنع الملوخية والفليفلة والباذنجان اللازم للمكدوس وبعدها ستستكمل استنفارها مع موسم الزيتون و الزيت لتحصيل ما يسمى زكاة الزيت و الزيتون الإلزامية .

وينطبق على حالنا مع هذا المشروع و الثورة التي فجرناها المثل الشعبي الحوراني : ( كفك محنى يا رشيد ).. أي لن نحقق أي شيء مما ثرنا لإجله و فق رؤية ما أسماه رئيس حكومة الإنقاذ بالقائد ومن يقصده الجولاني، فلا الثورة التي أنطلقت لجميع السوريين بقيت لهم ولم تحقق أهدافهم بعد بل سيطر على منجزاتها ومنها تحرير إدلب والشمال الجولاني، الذي يدعو لتفتيت سورية وفقا لكيانات تتوافق مع مكونات فرعية ستمزق الجسد السوري والجغرافية السورية..

ولكن ذلك لن يتحقق لإصحاب هكذا مشاريع وستنتصر الثورة السورية وتحقق أهدافها وستقضي على النظام الطائفي القاتل المجرم والعصابة القاتلة المجرمة و من يدور في فلكهم.