آراء

الثورة فوق الاعتبارات الحزبية والفئوية

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

في الإئتلاف كتلة صلبة هي التي توجهه مباشرة ومن وراء الكواليس والوجوة التي تبرز منه يأتون نتيجة مساومات معقدة، الفاعل الأساسي فيها تلك الكتلة.. فبيدها خيوط الكراكوز المحركة له، لذا لا يمكن تحقيق مخرجات ثورية تعبر عن إرادة الحاضنة الثورية منه إلا بتغيير بنيته بالكامل و فرز أعضاء ثوريين يحملون الثوري ويمتلكون الإرادة الثورية بعيدا عن عقلية التكتل والتحزب والمساومة.

فالثورة لا تعترف بأي تكوين سياسي أو تنظيمي يمزق وحدتها و يشتت طاقاتها و قواها، الحزب السياسي هدفه السيطرة على السلطة أو المشاركة فيها وليس تحقيق أهداف الثورة، و كذلك التكتلات هدفها المحاصصة والحصول على حصتها من السلطة ومكتسباتها وليس تحقيق الأهداف العامة للثورة.. وهذا ما يفسر تعدد الأحزاب و التكتلات و المنصات و الأجنحة ، فلو كانت أهدافهم واحد لما شهدنا كل هذا التشتت و التمزق ، و كل ذلك على حساب رؤى و طروحات الثورة.

أنا لست ضد الأحزاب والتنظيمات السياسية وتشكلها ولكن إذا كان بالعموم هدف الحزب او التنظيم السياسي كما هو معروف في العلوم السياسية والاجتماعية السيطرة على السلطة او المشاركة فيها، فالأجدى أولا خلق السلطة من خلال انتصار الثورة و إقامة السلطة الثورية والقضاء على النظام الطائفي القاتل المجرم وبعدها يتم الصراع السياسي ما بين الاحزاب عن طريق صناديق الاقتراع ليثبت صاحب البرنامج الانتخابي جدارة بإقناع الناخبين للاصطفاف لجانب مشروعهم العام لتطبيق برنامجهم الانتخابي بعد فوزهم بالانتخابات، أما غير ذلك فلا نستطيع القول غير إنه عبث في عبث ، فكيف ستتقاسمون جلد الدب قبل اصطياده ؟!!

لذا نحن في الثورة السورية بحاجة لإئتلاف ثوري يضم خيرة الثوار والأحرار الذين لا هم لهم سوى الثورة وتحقيق اهدافها بعيدين كل البعد عن التحزب والتكتل، فحزبهم ثورتهم و تكتلهم الحاضنة الثورية السورية من خلال اندماجهم بها، وبعد انتصار الثورة و إقامة دولة الوطن والمواطن و القانون فليكن لهم ما يشاؤون من تحزب و تكتل خاص في إطار مشروع سياسي ما يمكنهم من المساهمة والمشاركة او حتى السيطرة على السلطة التبادلية وفق قواعد اللعبة الديمقراطية لتنفيذ مشاريع السياسية ويكون وقتها الشعب السوري هو صاحب الإرادة السياسية الوطنية الجامعة ليختار المشروع المناسب لتطلعاته العامه.

لذا امام الحاضنة الثورية الآن خياران بالنسبة للإئتلاف أولهما الضغط من أجل تغيير بنية الإئتلاف و فرز بنية جديدة تتناسب مع الطرح الثوري العام ، و الثاني هدم الإئتلاف من ساسه لرأسه و إقامة مؤسسة ثورية جديدة تأخذ على عاتقها تمثيل الثورة السورية و رسم و تنفيذ السياسة الثورية المستندة على الحاضنة الثورية كقاعدة شعبية و كصاحبة المصلحة الحقيقية بانتصار الثورة و تحقيق اهدافها .