آراء

التدخل في الشؤون الداخلية للدول استعمار من نوع جديد

بقلم: عبد الكريم محمد

أيا تكن الذرائع والمبررات، فالتدخل في الشؤون الداخلية للدول هو بمثارة اعتداء صارخ على الهويات الوطنية للشعوب، وعلى حقها في سيادتها على أرضها.. وأن الذرائع التي تساق بأن الحكومات المحلية وحدها المخولة باستدعاء الدول، مجرد أقاويل ليس لها ما يحققها واقعاً.

خاصة وأن هذه الحكومات بالأصل جاءت على ظهر دبابة، أو بدعم خارجي أقل ما يقال عنها حكومات عميلة، وهي تفتقد إلى الشرعية الوطنية والقانونية في آن معاً.. بل هي احتلال داخلي وموطئ قدم للاحتلال الخارجي، الذي يديرها من خارج الحدود الوطنية.

وأن الحكومات غير المنتخبة أو الفاسدة، لا تمتلك الحق مطلقاً في رفع شعاراتها الكاذبة في الحفاظ على أمن الأوطان، لأنها تخضع لمنظومات أمنية خارجية، تصب بكليتها خارج مصالح الشعوب الوطنية..

بل أنها ومن يدعمها، هو من يدعم الإرهاب والإرهابيين، ويؤسس لدورات الخراب المنظم، لأن الإرهاب مصلحة استراتيجية لديمومة التدخل في الشؤون الداخلية للشعوب، توطئة لنهب خيراتها وريطها بعجلة اقتصادها وحسب.

بكلام أوضح، كل دولة أياً تحمل من صفات القوة والاقتدار، تحاول التدخل في الشؤون الداخلية للدول، هي دولة استعمارية إرهابية مجرمة معتدية، وجب على الشعوب مقاومتها بكل الأساليب والطرق المتاحة، واعتبار المتساوقين المحليين معها عملاء وإرهابين ومجرمين وجب ومحاربتهم.

السؤال الأكثر أهمية، هل يرضى حلف شمال الأطلسي التدخل بشؤونه الداخلية؟ وهل ترضى روسيا أو إيران أو غيرها من الدول التدخل بشؤونها الداخلية؟

حقيقة لست بمعرض لتقديم الردود على هذه الأسئلة وغيرها، لكن لا بد من القول: أن من يدخل لعبة النار برضى منه، لا بد وأن يتحمل النتائج الكارثية في رمز قوته، ولا يحق له اتهام الضحية بالإرهاب، بعد أن عاث فساداً وإرهاباً وقتلاً في أراضي الآخرين..

 وأن التدخل في الشؤون الداخلية للدول استعماراً، لا يمكن لعاقل على وجه الأرض تبرئته من خلفياته أو القبول به، أياً تكن المبررات والذرائع والشعارات المرفوعة، كما أسلفنا القول.