آراء

البشرية منحطة.. والشعوب ما تزال ترزح تحت وطأة العنصرية وغريزة القطيع

بقلم: عبد الكريم محمد
كل منحط على وجه الأرض، عندما يريد أن يصنع لنفسه النجومية، كاتباً أو عالماً أو رئيساً أو ملكاً أوفناناً أو قواداً…سرعان ما يصدح بشعاراته الرنانة باسم الشعوب وعظمتها.. ظناً أنها الطريقة المثلى التي قد تعطيه السبق بين أقرانه، من أصحاب الياقات المختبئين خلف الحقيقة المرة.

لهؤلاء ولغيرهم نقول، أن الشعوب ما تزال تحمل غرائزها، بل وتتفنن في إعطاء الغرائز ألواناً زاهية، بداية من الشراهة والبحث عن اللذة في الطعام، وانتهاء في الوصول إلى أنماط اللذائذ الجنسية.. والتي تحاكي بسلوكها كل فصائل الحيوانات من دون استثناء..

هذه الشعوب ما تزال تغرق بعنصريتها حتى النخاع، بل وما تزال ترى بالمرأة كما رآها نابليون وغيره ذات يوم، وما تزال تؤمن بالذكورية، وسرقة الأقوياء للضعفاء..

الشعوب هذه الواطئة كما حفر الماء الآسنة، منها تتشكل جيوش القتل والجريمة، ومنا زناة الليل، ومنها المتأمرون على كل شيء، الناقمون على إنسانية الإنسان بلا هوادة.

هذه الشعوب هي من يلعب لعبة الحرامي والعسكر، هي من يساهم في بناء اجهزة القمع وهي من يشرع ويساهم في تعويم الفساد، وهي من يدفع لجعل الكذبة المؤنسة تكسوا وجه الأرض قبحاً..

بل منها القتلة بكل أصنافهم، المنظمة وغير المنظمة، هم يسيّرون أساطيل العدوان وهم من يقتلع المساكين من بيوتهم، بل هم من يرمي بهم بالمجهول.

الكل كذاب المتدينيين من كل الديانات واليمينيين واليساريين وحتى اللامنتميين، كل هؤلاء ينحدرون من قطعان على هذه الأرض تسمى شعوباً، وعندما تكون الفرصة سانحة ينقضون على الناس، بشعاراتهم وتعاليمهم المقززة، بل والمقرفة.

ولعل الأصدق من كل هؤلاء على وجه الأرض، ما قاله النائب العام الأوكراني السابق ديفيد ساكفارليدزي بكل فجاجة وعنصرية: “الأوروبيون أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر يقتلون”، وكأن أصحاب البشرة الملونة وغير الأوروبيين أقل أهمية.

وقد لحقت به هذه الفريدة، والتي تنتمي لوعيها وحسها الإنساني الصادق وحسب، أعني مراسلة “إن بي سي” الأمريكية التي قالت في بولندا صراحةً… عن الكيل بمكيالين فيما يتعلق باللاجئين، فعندما سُئلت “لماذا تقبل بولندا اللاجئين من أوكرانيا… مع أنها كانت ترفض اللاجئين السوريين في 2015؟

قالت “لأن المواطن الأوكراني مواطن أبيض مسيحي”.

قس على كل شعوب الأرض، الكل عنصري والكل ومتعصب والكل يرى الدنيا والآخرة من حقه دون غيره، والكل يمارس القتل والسرقة والاذلال والعدوان، ليس من حظيرة لها السبق على الحظائر الأخرى، إلا ما توفر لها من صناعة أدوات القوة والغلبة والموت وحسب.