آراء

الإفراط في طباعة الدولار هو السبب

بقلم: عبد الكريم محمد

صحيح أن الحرب العالمية الأولى والثانية كانتا حروب اقتصادية بامتياز، ودائماً ما كانت تتصارع الدول الغربية من أجل المصالح الاقتصادية والسيطرة على ثروات الأمم.. وأن الفكرة أو الهدف الأساسي عند الدول المتصارعة، كانت على الدوام العمل على احتلال أكبر عدد ممكن من الدول، توطئة للسيطرة على ثرواتها.

لكن على ما يبدو، أن الحرب الروسية – الأوكرانية تعبّر بشكل مفضوح عن النظام المالي العالمى الجديد، أي أن هذه الحرب ليست نتاجاً للأزمة الاقتصادية، كما يحاول أن يدعى الإعلام الغربى ومن لف لفه..

وما الرواية التي تشاع في الإعلام الغربي الممول والموجهة، لجهة أن هذه الحرب بسبب الأزمة الاقتصادية، لا يمكن لعاقل أن يصدقها، بل غير صحيحة على الإطلاق.

سيما وأن أحد أهم أسباب التضخم الذى يعانى منه العالم الآن، هو إفراط أمريكا في طباعة الدولار خلال جائحة كورونا.. فأمريكا كانت تعانى من أزمات اقتصادية قبل الجائحة وخلال الجائحة، أفرطت في طباعة الدولار ونظراً لأن الدولار عملة عالمية توزع التضخم الأمريكي على دول العالم كافة.

وأن ديمومة الإمعان في الهيمنة الأمريكية دفعتها للصراع مع الصين وروسيا، وفرضت عليهما عقوبات اقتصادية كثيرة ولكن في النهاية شكلت كل من روسيا والصين والهند تحالف جعل من العقوبات الأمريكية لا أثر لها بالنسبة لموسكو..

 المهم بات هناك إدارة جديدة للعالم اقتصادياً، وأن العالم أحادي القطب يترنح إيذانا بالسقوط، بل انتهى وإلى غير رجعة.. والأيام القادمة ستظهر الحقائق الجديدة لتصدّر للعالم نظاماً أكثر توازناً مما كنا نعيشه..