آراء

الأسد يتماهي مع القذافي وصالح..انتهت مرحلة البيادق


الأسد يتماهى مع القذافي وصالح.. انتهت مرحلة البيادق

بقلم: عبد الكريم محمد

مما لا شك فيه، أن سورية دخلت منعطفًا جديدًا بعد النتائج “المفجعة”، التي أصابت مركز قوته وهيبته مقتلاً في حوران.. حقيقة وبعيداً عن المواقف الشخصية، وهي من حق الناس جميعاً، أن الأسد هذه المرة قد كشف سره، بعيداً عن العرافة وقارئة فنجان الصباح.. فهو الذي اضطر أن يستخدم كل مخزونه الاستراتيجي، بمعركة سريعة تتسابق مع البرق أو ما يزيد، ظناً منه بعد ذلك ستصبح سورية أمامه ساحة مفروشة بالورود؛ ليطل علينا بمظاهرة مليونية مركزها ساحة الأمويين، وتفرعاتها تصل ما بين اتستراد المزة وشارع بيروت باتجاه ساحة المرجة وما يسمى بجسر الأسد، لتمر من أمام المكتبة المركزية المسماة مكتبة الأسد وصولاً لشارع أبو رمانه..  

تماماً كما فعلها الأسد الأب، عندما ما قضى على أحزاب التجمع الوطني، بذريعة القضاء على الإخوان المسلمين في كل المحافظات السنية، والتي كانت حماة عنواناً للجريمة الكبرى، بعد مخيم تل الزعتر الفلسطيني السني.. أي أن الذريعة جاهزة، القضاء على داعش والإرهاب والأصولية السنية، التي صنّعها وحليفه الإيراني ومعهم حزب الله من مجموعات مخابراتية سورية وإيرانية..

هذه الأحلام الوردية، ذهبت أدراج الرياح، بمعزل عن أية تسويات محلية قد يتوصل لها مع أبناء حوران.. خاصة بعد أن كسرت عصاته في ما كان يعتقدها بأنها آخر غزواته..

ولعلنا بلا تحامل أو مجاملة لأي طرف على حساب الآخر، يمكننا القول أن بشار الأسد بات الآن الحلقة الأضعف بمعادلة الأزمة. إن كان لجهة الاخفاق والانكسار الكبير الذي لحق به على الأرض، أو المواقف الدولية بما في ذلك الموقف الروسي الذي كان ينتظر استبداله كشريك لا بديل له في الجنوب السوري..

اليوم يمكننا الزعم أن الأسد أضعف من القذافي وعبد الله صالح، وحتى أكثر ضعفًا من صدام حسين في آخر أسبوع له قبل الغزو الأميركي، وإسقاط نظامه، حيث كان صدام يحكم دولة، وحتى قبل إطلاق أول صاروخ أميركي.

اليوم بات الأسد مجرد بيدق في لوحة شطرنج يلعب بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. الأسد ليس النظام الإيراني، الذي لا يزال يملك ورقة التفاوض النووي مع أمريكا وإسرائيل ويتحالف مع الغرب عبر حبال سرية، بل يتكامل مع روسيا في كل مشاريعها وما ظهر في إقليم ناغورني كرباخ، ضد أذربيجان الشيعية، لهو أكبر دليل على ذلك.

بل هو أضعف من حليفه حسن نصر الله، الذي يستطيع إشعال حرب بجنوب لبنان مع إسرائيل، أو تسهيل تمرير تشكيل حكومة لبنانية معطلة منذ أشهر صورياً أوسنوات واقعياً، إذا شئت.

الافت بالأمر حقاً، أن بشار الأسد، الذي كان يقوى على بيع الغالي والنفيس قبل سنوات، أصبحت جعبته خاوية، ولم تعد عنده حتى عصابة أمنية، قادرة على تقديم التخادم مع الإقليم والعالم.. ولا حتى استكمال ما كان قد نصب لأجله، حماية أمن إسرائيل، اللهم سوى بعض الرقيق الأبيض الفائض عن الحاجة، وباعتباره عرضاً زائداً عن الطلب بما لا يقاس. ولنا أن نقول أن النتائج لجهة التدخل الروسي، جاءت خلافاً لما اشتهى الأسد، فبدلاً من فرض السيطرة على سورية وأهلها، افتقد إلى الأهلية في البقاء، خاصة بعد مقتل أكثر من 120 ألفاً من بطانته الطائفية.. وأن الوقائع تقول، أو تشي.. بأنه لم يعد بمقدوره، أقصد الأسد الحفاظ على حكمه.

بعض المصارد ووسائل الإعلام ودوائر القرار المهتمة بالشأن السوري، نقلت فيها آراء لافتة لمستشارين روس زاروا لبنان وبعض العواصم العربية مؤخراً، واثنين من قيادات حزب الله العسكرية، ملخصها وجود قناعة بانتهاء الأسد، وإن استخدم لبعض الوقت.


فقد نقلت أقصد المصادرعن مسؤول روسي قوله: «كنا نتخذ هذه المبادرة بهذه الأزمة، بما لا علاقة له بمن يحكم دمشق، وإنما بمن يستطيع مقاتلة أشرس خطر مهدد، وهو الإرهاب». أما اليوم فهم بحل مما كانوا يعتقدوه، خاصة وأن سورية التي كنا نعرفها لم يعد لها وجود، من ناحية السيادة، وهذا أمر طبيعي لأن الأسد لم يعد يحكم سورية.

ويضيف مسؤول آخر أنه قد يكون البعض بالمنطقة يشاهد التحركات الروسية في سوريا بـ”أمل”!

وعلى ما يبدو، حسب ما سمعته من بعضهم، أن حزب الله أيضًا بات مقتنعًا بأن الموقف الروسي الباحث عن السلامة أولاً؛ والغنيمة ثانياً.. يعي نهاية الأسد لا محالة، عاجلاً أو آجلاً، وأن هذا التدخل الروسي منذ البداية، أضعف من قيمة الأسد الذي بات طرفًاً، لا قيمة أساسية له بالمعادلة، وقد يكون هذا هو الرأي الإيراني اليوم أيضًا.

 
خصوصًا أن الأسد باتت أطرافاً محليةً تشاركه الجلوس تحت الوصاية الروسية الكاملة.. وأن تسليم الفيالق المحلية في حوران بعامة وفي مدينة درعا البلد بشكل خاص، تأتي من مخاوفهم القديمة الجديدة، أعني الروس، التي تذكرهم بعودة التجربة الأفغانية بكل مرارتها في سورية! السؤال الأهم متى تسقط ورقة التوت من يد بوتين باعتبارها عبئاً؟!